إن عمل الباحثين والعلماء والمحللين لا يقل أهمية ودقةً عن عمل الطبيب أو المهندس، حيث لا يمكن أن تتم عملية اكتشاف متطورة في غياب أحدهم.
ويقوم عملهم بشكلٍ أساسي على روح التعاون والعمل مع الفريق، فإذا ما رأيتهم عن بعد يخيل إليك أنك ترى خلية نحل متكاملة.
مما يثمر عنه التعدد العلمي الملحوظ في الآونة الأخيرة، من تحليلات واكتشافات ودراسات علمية متقدمة.
وتكاد الاكتشافات لا تتوقف على كوكب الأرض، حيث أنه مع تطور العلم والتكنولوجيا تزداد الاكتشافات يوماً بعد يوم، ويتم الإعلان عنها واحدة تلو الأخرى.
حيث أعلن عدد من العلماء عن اكتشاف مرعب عثر عليه فوق جزيرة ترينداد البرازيلية، وأثار القلق في النفوس، حيث اكتشفوا صخور ممزوجة بالبلاستيك، تحتوي على نقاط خضراء اللون.
وتوصل العلماء، إلى أن اللون الأخضر بالصخور، هو بلاستيك مُذاب طبيعيًا، وأصبح مُتشابكًا مع الصخور على الجزيرة البرازيلية، ووصف العلماء ما توصلوا إليه بـ«الأمر المرعب».
قالت فيرناندا أفيلار سانتوس، باحثة جيولوجية، إن ما وجدوه جديدا ومرعبا في الوقت نفسه، لأن التلوث وصل إلى الجيولوجيا، ويمكن من خلاله الحفاظ على البلاستيك في التركيبة الجيولوجية للأرض.
تقع جزيرة ترينداد البرازيلية، على بعد 1140 كيلومترًا من ولاية إسبريتو سانتو الجنوبية الشرقية، وأكد الباحثون أن الصخور البلاستيكية التي عُثر عليها، دليلًا على تأثير البشر المتزايد على الدورات الجيولوجية للأرض.
وأوضحوا أن تأثير التلوث الذي يتسبب فيه البشر من نفايات بلاستيكية، قد وصل إلى جيولوجيا الأرض، وبالتالي سيكون له تأثير على الحياة في الجزيرة، التي تعد ملجأ للسلاحف البحرية، حيث تضع فيها بيضها.
تعد ترينداد، من أهم مواقع الحماية في العالم للسلاحف الخضراء، إذ يصل الآلاف منها كل عام إلى الجزيرة لوضع بيضها، والسكان البشريون الوحيدون في ترينداد هم أعضاء في البحرية البرازيلية، التي تحتفظ بقاعدة في الجزيرة وتحمي السلاحف التي تعيش هناك.
واستكملت خبيرة الجيولوجيا حديثها قائلة: «التلوث يأتي بشكل رئيسي من شباك الصيد، وهي نفايات شائعة جدًا على الجزيرة، الشِباك تجرُها التيارات البحرية، وتتراكم على الشاطئ وعندما ترتفع درجة الحرارة يذوب هذا البلاستيك ويصبح جزءًا لا يتجزأ من المواد الطبيعية للشاطئ».
مازالت الدراسات والتحليلات والأبحاث قائمة على هذا الاكتشاف الغريب والجديد من نوعه.