عندما تكون الصناعة محلية بنسبة ولو كانت ضئيلة فإن ذلك يعطي المواطن تحفيزاً لعملية الشراء واطمئناناً داخلياً وفخراً بصناعة بلده، فكيف إذا كانت النسبة 100%، إضافة إلى ذلك ستكون الأسعار في متناول يد المواطن.
وذلك سيتم مع بداية الربع الثاني من العام الجاري (2023)، حيث سيبدأ إنتاج أول مصنع سخانات شمسية في المغرب، بطاقة إنتاج تبلغ 40 ألف سخان سنوياً.
قرب العاصمة المغربية (الرباط)، وفي المنطقة الصناعية “عين جوهرة”، تمّ الإعلان عن بناء أول مصنع لإنتاج السخانات العاملة بالطاقة الشمسية، وباستثمارات تتجاوز 660 مليون درهم (65 مليون دولار أميركي).
من المقرر أن يضاعف المصنع إنتاجه من 40 ألف إلى 80 ألف سخان مياه يعمل بالطاقة الشمسية، خلال عامين من بدء إنتاجه، حيث ترصد منصة الطاقة المتخصصة أبرز المعلومات عنه كأول مصنع سخانات شمسية في المغرب.
سخانات بالطاقة الشمسية
تتولى شركة “ثري جي آي” تنفيذ وبناء أول مصنع سخانات شمسية في المغرب، لا سيما أنها ذات باع طويل بالاستثمار في المجالات الصناعية الخضراء، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة بدر إيكن، إن المرحلة الأولى من بناء مصنع سخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية تتضمن استثمارات بقيمة 60 مليون درهم.
بينما المرحلة الثانية التي ستتضمن بناء مصنع للخلايا والوحدات الكهروضوئية ستكون باستثمار 600 مليون درهم، وبقدرة 1000 ميغاواط سنويًا.
وأوضح رئيس الشركة -التي تأسست خلال العام الماضي 2022، لتكون راعية للاستثمارات الخضراء في المغرب، وعلى رأسها الطاقة الشمسية الكهروضوئية والحرارية، وتخزين الكهرباء- أن المصنع هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ولفت إلى أن أسعار السخانات التي سيوفرها أول مصنع سخانات شمسية في المغرب ستكون في متناول يد المواطن، لتشجيعه على التخلي عن سخانات الغاز المنتشرة بقوة، ومن ثم سيسهم في خفض استهلاك أسطوانات غاز البوتان، التي تتلقى دعمًا من جانب صندوق المقاصة.
صنع في المغرب
قال وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور، إن أول مصنع سخانات شمسية في المغرب، الذي يحمل اسم “مايسول سي إي إس” (MYSOL CES)، والذي ستحمل منتجاته عبارة “صنع في المغرب”، سيوفر في المتوسط نحو 880 وظيفة جديدة.
وأوضح الوزير أن الاستثمار في مصنع سخانات المياه بالطاقة الشمسية يتماشى مع أهداف الدولة في التوجه بشكل فعال إلى الطاقة المتجددة، وإنشاء مشروعات صناعية خضراء، تحظى بالتنافسية وتوفر قيمة مضافة عالية.
بحسب الوزير، فإن الاستثمار في أول مصنع سخانات شمسية في المغرب من شأنه أن يخفض عمليات الاستيراد لهذا النوع من السخانات من الصين والهند، والتي تنفق عليها سنويًا ما يصل إلى 200 مليون درهم (19.7 مليون دولار أميركي).
وشدد وزير الصناعة والتجارة على أن إنتاج المصنع الجديد سيُوَجَّه إلى السوق المحلية الداخلية في المرحلة الأولى، قبل أن يدخل مرحلة مضاعفة الإنتاج، ومن ثم تصدير منتجاته إلى الخارج، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتدعم المملكة المغربية مشروعات الاستثمار الخاص، التي تُوَجَّه لتحلّ محلّ المنتجات المستوردة من الخارج، إذ أطلقت وزارة الصناعة والتجارة في عام 2020 بنك مشروعات، يتضمن 200 مشروع مرتبط بنحو 11 قطاعًا صناعيًا.
إنه لمن دواعي الفخر و الاعتزاز قيام مثل هذه الخطوة المتقدّمة في إفريقيا والشرق الأوسط، كما تعدّ بداية تقدم واسع عربياً وإقليمياً ، ومواكبة لموجة التطوّر عالميّاً.
المصدر: الطاقة