مع أن معظم أرقام (غينيس) القياسية تتحطم بمرور الوقت، إلا أن رقم (جون بروير مينوتش) لم يُكسر منذ 40 عام، ففي مارس عام 1978، وبعد أن بلغ وزنه كوزن دب قطبي وأصبح بذلك أضخم رجل يعيش على الأرض وفقا لموسوعة (غينيس) للأرقام القياسية.
فعندما بلغ (جون) سن المراهقة، علم والداه بأنه سيغدو رجلاً ضخما في المستقبل، ففي عامه الـ12 أصبح وزنه يقارب الـ133 كغ، أي أكثر بـ45 كغ من فيلٍ حديث الولادة.
وبعد عشر سنوات ازداد وزنه بـ45 كغ وبلغ طوله حينها أكثر من 182 سم، وببلوغه سن الـ25 أصبح وزنه يناهز الـ310 كغ، وبعد 10 سنوات أخرى وصل (جون) إلى وزنٍ الـ440 كغ واستمر وزنه في الازدياد بشكل سريع..
ومع أن وزنه حينها قد اقترب من وزن الدب القطبي، إلا أنه لم يكن قد كسر بعد الرقم القياسي لأثقل شخص عرفته البشرية.
ولد (جون بروير مينوتش) في جزيرة (بينبريج) في (واشنطن)، ومع أنه عرف كطفلٍ بدين، لكن الأطباء لم يلاحظوا وجود مشكلة طبية في (مينوتش) إلى أن استمر وزنه بالازدياد بسرعة غير طبيعية، وبغض النظر عن وزنه الزائد، بدأ بمواجهة مضاعفات خطيرة كظهور الوذمات وقصور القلب الاحتقاني.
في عام 1978، أٌدخِل (مينوتش) إلى المشفى الجامعي التابع لمدينة (سياتل) بسبب إصابته بفشل قلبي نتيجةً لوزنه الزائد، واحتاج الأمر إلى أكثر من إثني عشر رجل إطفاء لرفعه، وإلى نقالة مصممة خصيصاً لإدخاله للمشفى، بالإضافة إلى 13 ممرضا لنقله إلى سرير خاص مؤلف من سريرين موضوعين بمحاذاة بعضهما البعض.
صورة لـ(جون بروير مينوتش) عندما كان شاباً يافعاً.
وبينما كان في المشفى، قدر الطبيب وزن (مينوتش) بـ635 كغ تقريباً، وكان حجم جسمه الكبير قد منعه من ممارسة حياته الطبيعية.
وبالإضافة لذلك، قدم الأطباء تفسيراً نظرياً مفاده أن مايقارب الـ400 كغ من أصل 635 كغ كانت نتيجةً للتراكم المفرط للسوائل في جسمه، وبعد أن فوجئ الطبيب بحجم (مينوتش) الهائل، أخضعه فوراً لحمية غذائية صارمة، إذ حدد له الوارد الغذائي بـ1200 حريرة يوميا في أقصى حد.
(مينوتش) يفاجئ العالم
خلال فترة قصيرة، أثبتت الحمية فعاليتها إذ خسر (مينوتش) أكثر من 425 كغ ليزن حينها 215 كغ، وكانت أكبر خسارة وزن توثق في العالم، لكن بعد 4 سنوات اكتسب ما يقارب نصف الوزن الذي خسره ليزن في ذلك الوقت 360 كغ.
برغم حجمه الهائل، والحمية التي كان يتذبذب في تطبيقها، عاش (جون بروير مينوتش) حياة طبيعية نوعاً ما، فعندما كسر الرقم القياسي لأضخم شخص عام 1978، تزوج بإمرأة اسمها (جانيت) وكسرا سويةً رقما قياسيا آخرا لأكبر فرق في الوزن بين زوجين، حيث لم تزن زوجته أكثر من 50 كغ، وأنجب الزوجان بعدها طفلين إثنين.
لسوء الحظ، كانت حياته قصيرة نتيجةً للمضاعفات الناجمة عن وزنه الزائد، فبعد مدة قصيرة من بلوغه سن الـ42 عاما وبعد أن أصبح يزن 361 كغ، توفي (جون بروير مينوتش) بسبب وزنه الزائد وتطور الوذمة إلى الحد الذي جعل من المستحيل معالجتها، وكانت تلك هي المسبب الرئيسي لوفاته في النهاية.
على أي حال، مازال اسم (ميتش) مخلداً في موسوعة الأرقام القياسية لـ40 عاما، إذ لم يتجاوز أحد رقمه إلى يومنا هذا، على الرغم من كون رجلٍ مكسيكيٍ قد كان وشيكا من القيام بذلك إذ بلغ وزنه 598 كغ، لكن إلى الآن، يعتبر (جون بروير ميتش) أثقل رجل عاش في التاريخ المعروف.
المصدر: دخلك بتعرف