“القارة القطبية الجنوبية”، أو “القارة القطبية الشمالية”، مؤكد أنها ستكون إجابتك لو كان السؤال: ما هو أبرد مكان في العالم؟
إذ تشتهر القارة القطبية الجنوبية ببرودتها الشديدة، بحيث يتعذر العيش فيها بشكل دائم.
وفي محاولة للكشف عن “أقدم جليد” على الأرض، أرسل المستكشفون كاميرا مجهزة لمسافة 93 متراً تحت الأرض.
ووصف العلماء مهمتهم بأنها كمن يبحث عن إبرة في كومة قش حيث استمرت رحلة البحث حوالي 5 سنوات على رقعة جغرافية شاسعة تبلغ مساحتها حوالي نصف مساحة ألمانيا.
وتم إرفاق الخبر مع فيديو يوضح هبوط الكاميرا بسرعة كبيرة خلال ثقب ووصولها أسفل الحفرة البالغة 93 مترًا تحت الأرض، ويقدر العلماء عمر العينات التي تمكنوا من جمعها بأكثر من مليوني سنة مضت.
قام طالب الدكتوراه “أوستن كارتر” ( Austin Carter) بتصوير المقطع الجليدي شرق القارة القطبية الجنوبية في منطقة تدعى “ألان هيلز” في 23 ديسمبر الفائت، وتمكن من ذلك بمساعدة فريق البحث الاستكشافي القديم التابع لمركز COLDEX خلال مهمة لإيجاد واستكشاف أقدم جليد في القارة.
يساعد هذا الاكتشاف العلماء في فهم طريقة تطور وتأقلم مناخ الأرض مع التغيرات الحاصلة خلال السنين، بما في ذلك تفاعل الصفائح الجليدية مع ارتفاع غازات الاحتباس الحراري وكيف تستجيب الصفائح الجليد في القارة القطبية الجنوبية للمناخات الأكثر دفئًا.
استخدم العلماء نظام تحديد المواقع العالمي GPS والرادارات المتطورة للبحث عن المواقع المحتملة لإيجاد الجليد المثالي للعينات، بالرغم من أن حجم المنطقة كان يفوق مساحة أمريكا تقريبًا.
لذلك فإن هذا الاكتشاف لم يكن سهلًا أبدًا، ويقول عالم الجليد “بيتر نيف” لصحيفة أنتارتيكا صن: “لطالما بحثنا عن الموقع المثالي لاستخراج عينات مثالية حيث يكون لدينا تسلسل كامل من الصفائح الجليدية يبلغ سمكها ميلين”.
يمكن للعلماء والمؤرخين تحديد معلومات هامة عن كوكب الأرض من خلال تحليل فقاعات الهواء المحبوسة ضمن طبقات الجليد مثل كمية غاز ثنائي أوكسيد الكربون CO2 الموجودة في الهواء والتي تعود إلى أكثر من 800 ألف سنة مضت.
ويقول الباحث المناخي إدوارد بروك: “الهدف هو معرفة السجل المناخي وتأثير تغيرات المناخ لمدة أبعد من ذلك بكثير”.
ولا بد أن هذه التأثيرات السابقة لها علاقة بالتغيرات المناخية التي تحدث في أماكن متفرقة من العالم في الفترة الأخيرة.