مدينة عربية لا تشبه سواها على وجه الأرض ..ماذا تعرف عن مدينة “بني يزقن” الممنوع فيها التدخين؟
مدينة لا تُشبه مثيلاتها، إنّها استثنائية بعيون سكانها وزوارها، وهي المدينة المسكونة بماضيها المُتسامي بهوية معمارية نادرة الوجود، تُحاكي حضارة أمة حافظت على عاداتها وتقاليدها. إنها .
إحدى مدن ميزاب السبع
في منطقة وادي مزاب بولاية غرداية، جنوب الجزائر تقع بني يزقن أو “آت يزجن”، المدنية القديمة التاريخية وهي واحدة من مدن ميزاب السبع، الغارقة في السحر والجمال، ويعني اسمها “أبناء أولئك الذين يحملون الإيمان”.
وقد تأسست المدينة على يد الأمازيغ في القرن الـ 13 وبالتحديد سنة 1321 ميلادي، وفق هيكلة فريدة من نوعها بأشكال بسيطة ومواد بناء محلية، تحاكي عبقرية مشيديها.
بني يزقن
وتضم بن يزقن المحصنة مواقع طبيعية، ونقوشا ورسومات صخرية بناحية “نتيسة” وهي منطقة فلاحية بضواحي بني يزقن.
فضلا عن العديد من المعالم الدينية التي تتميز ببساطتها المعمارية وتخلو من أي زخرفة أو تزيين، وتتميز بالأزقة الضيقة التي تشبه حي القصبة بالجزائر العاصمة.
ويحوي كل منزل غرفة فسيحة للضيوف، لكنها فريدة من نوعها، وكذا تشييد من قبل الأجداد نظام دفاع يتشكل أساساً من سور خارجي محيط بقصر بني يزقن وأبراج حراسة، والتي من أشهرها برج “بوليلة”، إلى جانب الأبواب على مداخل القصر.
وقد تم إدراج المدينة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1982، كجزء من وادي مزاب.
وكغيرها من قصور ميزاب، هذه المدينة المحصنة تمّ تصميمها بما يتماشى والتنظيم الاجتماعي المتجانس للجماعة مع عمران يشهد على حضارة ألفية، وبساطة في أشكال التصميم، مع استعمال مواد بناء محلية.
كما أن القصر يوفر تراثا ماديا (هندسة معمارية وحضرية) متميزة، بالإضافة إلى ذلك التراب اللامادي، ومنه “البيع بالمزاد العلني” بطريقة تقليدية كل مساء بالسوق التي تتوسط المدينة، وهو الفضاء التقليدي الذي يحافظ عليه لممارسة السياحة الثقافية والبيئية.
لا تدخين داخل المدينة
استطاعت بني يزقن أن تتميز عن باقي المدن الجزائرية في المحافظة على التعاليم الدينية ومحاربة أشكال الانحراف.
وفي وقت عجزت فيه حكومات عن التقليل من ارتفاع نسبة التدخين، تضرب مدينة بني يزقن مثالاً حياً عن مدينة “صديقة للبيئة” ناضل سُكانها لسنوات لمحاربة هذه الظاهرة.
إذ يفرض هؤلاء من خلال سلوكاتهم اليومية واللافتات التي يضعونها في الأزقة على أي زائر مهما كان مركزه الاجتماعي والسياسي أن يُقلع عن التدخين في فترة تواجده بالمنطقة، احتراماً لها ولسكانها.
ويروي الشاب محمد 35 سنة تفاصيل زيارته المميزة لبني يزقن، التي لم يُشاهد فيها صورة لأي شخص يدخّن إلا في مناطق خارج بني يزقن.
أما داخل القلعة أو القصر كما تسمى المنطقة نظراً لوقوعها في أعلى مدينة غرداية مُحاطة بسور منيع له مداخل ومخارج محروسة، “لا يمكن أن تلحظ شخصاً ولو على سبيل الخطأ وهو يدخن سيجارة”.
ويبرز هذا الإصرار على محاربة آفة التدخين مدى تمسك سكان المنطقة بالعادات التي تتنافى مع أخلاق المجتمع المحلي.
المصدر: العربية