منوعات

بعد أكثر من قرن على البحث ..العثور على حطام سفينة في قاع البحر المتجمد

بعد بحث استمر لأكثر من مئة عام، تحديداً 107 أعوام، عثر العلماء أخيراً على حطام سفينة شاكلتون، التي غرقت قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية، والمذهل أنها كانت بحالة جيدة قياساً بسفينة غرقت قبل أكثر من قرن.

بدأت الحكاية عام 1915، حين شاهد البحارة سفينتهم وهي تغرق بهم وأمام أعينهم في بحر ويديل، وقال قائد السفينة إرنست هنري شاكلتون، بعد نجاته إن الجليد حاصر سفينتهم وسحقها بشكل ألغى لديهم كل أمل بالنجاة.

وفجأة وجد البحارة البالغ عددهم 28 شخصاً، أنفسهم فوق الجليد العائم وسط البحر، جذفوا بكل ما أوتوا من قوة إلى إحدى الجزر المقفرة القريبة، وهناك تمكنوا من البقاء على قيد الحياة معتمدين في طعامهم على الفقمة والبطريق.

غامر شاكلتون بالإبحار مع عدد من زملائه في أحد القوارب الصغيرة، أملاً بإيجاد المساعدة، وأبحر لمسافة نحو 800 ميل عبر البحر، لينقذ طاقم السفينة بالكامل بعد تسعة أشهر على الحادثة المأساوية، وعاد الجميع إلى منازلهم، لكن السفينة بقيت في قعر البحر المتجمد.

ومنذ ذلك الوقت ومحاولات العثور على السفينة الغارقة لم تتوقف، وكانت تتجدد كل فترة، حتى شهر شباط الفائت، حين قام فريق من العلماء وعدد من الخبراء بالإبحار إلى المكان لتحديد موقع حطام السفينة في محاولة جديدة للعثور عليها بعد كل تلك السنوات.

الإبحار في بحر ويديل ليس بالرحلة السهلة، وبحسب عالم الجيوفيزياء وكبير العلماء في البعثة، لاسي رابنشتاين، فإن الجليد في هذا البحر قديم وسميك وقوي جداً، وهذا ما تسبب بغرق السفينة شاكلتون.

باستخدام التقنيات الحديثة، وبيانات الأقمار الصناعية، نجحت البعثة بالعثور على إحداثيات موقع السفينة الغارقة، وما أذهلهم بالفعل كان قدرة تلك السفينة الكبيرة جداً على التحمل والحفاظ على شكلها رغم طول فترة غرقها.

للأسف لم يتثنّ لقائد السفينة شاكلتون أن يتواجد خلال العثور على بقاياها، فقد توفي في جزيرة جورجيا الجنوبية ودفن فيها، عام 1947.

لن تغادر السفينة بحر ويديل، كما لن يتم تفكيكها بل سيكتفي العلماء بدراستها، وتصويرها حيث هي، وستبقى في مكانها وفقاً لمعاهدة أنتاركتيكا، التي وقعتها إثنا عشر دولة عام 1959.

المصدر: أراجيك – Arageek

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى