منها النواعير والسباكة إلى التدفئة المركزية.. اختراعات قدمها لنا أسلافنا ولا نزال نستخدمها حتى اليوم
قدَّمت اختراعات أسلافنا عبر التاريخ، خدمة كبيرة لنا في الوقت الحاضر، فكثير من الاختراعات التكنولوجية الحالية التي يظن بعضنا أنها نتاج التطور الحديث، ما هي إلا اختراعات قديمة لا تزال مستخدمة حتى الآن.
اختراعات قديمة لا تزال مستخدمة حتى الآن
من نظام الملاحة والتدفئة المركزية، إلى السباكة والنواعير، إليك أبرز الاختراعات القديمة التي لاتزال مستخدمة حتى يومنا هذا.
الورق
لقرون عديدة، كان الاختراع القديم للورق قد سمح بتوثيق القصص والتاريخ والكتب والعديد من الأعمال المكتوبة الأخرى وتخزينها ليراها الآخرون.
تم اختراع هذه المادة الرقيقة، التي غالباً ما يتم إنتاجها من الأخشاب، منذ أكثر من ألفي عام وتحديداً في عهد أسرة هان الحاكمة في نحو عام 100 بعد الميلاد، وفقاً لما ذكره موقع World Atlas.
على الرغم من أن آثار الورق تعود إلى أبعد من ذلك، فقد كان ذلك بفضل إعادة اختراع كاي لون الذي كان أحد كبار الشخصيات في بلاط الإمبراطور الصيني والذي استخدم العديد من المواد في صناعته مثل الخشب والقطن، وسرعان ما انتشر في جميع أنحاء العالم وبات مادة أساسية نستخدمها حتى يومنا هذا.
البوصلة
قبل اختراع البوصلة، كانت الاتجاهات بالبحر تحدَّد في المقام الأول من خلال موقع الأجرام السماوية.
منذ آلاف السنين، وجد الملاحون طريقهم مستخدمين الشمس والنجوم.
في نصف الكرة الشمالي، يستخدم البحارة Polaris- نجم الشمال- لتحديد الاتجاه الذي كان شمالاً؛ لمساعدتهم على التنقل عبر البحار.
إذا تمكنوا من رؤية Polaris، فإنهم يعرفون إلى أي طريق يتجهون.
رغم أن هذه التقنية سهلة الاستخدام، فإن لها قيوداً كبيرة، لأنها لا تستخدم إلا في الليل، مع سماء صافية.
هذا الأمر دفع الصينيين إلى اختراع البوصلة لاستخدامها في جميع الأوقات.
خلال عهد أسرة هان الصينية تم اكتشاف خام الحديد الممغنط، وهو مادة غير مقيدة بالجاذبية والاحتكاك، وبإمكانها توجيه نفسها نحو محور الشمال والجنوب، لكنها لسبب ما لم تكن مستخدمة على نطاق واسع في الملاحة، وفقاً لما ذكره موقع Dalvey البريطاني.
بحلول عهد أسرة تانغ (القرن السابع)، كان العلماء الصينيون قد ابتكروا طريقة لمغنطة الإبر الحديدية عن طريق فركها بالمغنتيت.
وقد لاحظوا أيضاً أن الإبر المبردة من الحرارة الحمراء والمثبتة في الاتجاه الشمالي الجنوبي ستصبح مغناطيسية.
يمكن بعد ذلك أن تطفو هذه البوصلات ذات الإبر الأكثر دقة في الماء (بوصلة مبللة)، أو توضع على عمود مدبب أو معلقة من خيط حريري (بوصلة جافة)، جعلتها قابلية النقل هذه أكثر ملاءمة لأغراض الملاحة.
بحلول القرن الحادي عشر، كان الجيش الصيني يستخدم البوصلات الرطبة والجافة للتوجيه الملاحي والبحري، كانت ما يسمى بـ”السمكة التي تشير إلى الجنوب”، وهي سمكة خشبية بداخلها إبرة حديدية ممغنطة تطفو في وعاء من الماء.
في وقت لاحق، تطورت نسخة بوصلة جافة على شكل سلحفاة، وأخرى على شكل ملعقة، حتى وصلت إلى شكلها الحالي.
الخرسانة
حجر الأساس لمعظم المراكز الحضرية اليوم، أصبحت الخرسانة حيوية للبنية التحتية التي اعتدناها، سواء كان ذلك لتأسيس ناطحة سحاب أو لبناء طريق، يتم استخدام الخرسانة في جميع أنحاء العالم لإنشاء هياكل قوية وموثوقة.
من الطبيعي إلى حد ما، أن يكون هذا الاختراع الضخم في التخطيط الحضري موجوداً منذ قرون عديدة، حيث يرجع تاريخ أقدم الآثار إلى 6500 قبل الميلاد.
تُظهر هذه الآثار من مناطق سوريا والأردن أنها تحتوي على أرضيات خرسانية للمباني السكنية وحتى صهاريج تحت الأرض.
أقراص النعناع
كانت رائحة النفَس الكريهة من المحرمات عند المصريين القدماء، ولذلك اخترعوا مصنوعاً يدوياً من النعناع؛ من أجل التخلص من رائحة الفم.
وهذه المادة كانت مكونة من النعناع والقرفة والعسل واللبان، والتي كانت تغلى معاً وتُصنع على شكل حبيبات، وهو الأمر ذاته الذي نجده اليوم في أقراص النعناع التي تباع في البقاليات والصيدليات.
النواعير
طاحونة الماء هي اختراع ميكانيكي كبير يعود تاريخه إلى القرن الرابع قبل الميلاد مع آثار تاريخية تمتد عبر العصور.
والناعورة عبارة عن آلة دائرية دائمة الحركة مخصصة لرفع الماء من النهر وعبر القناطر إلى البساتين على جانبي النهر، كما تتكون من دولاب خشبي ضخم يدور حول محور خشبي من خشب الجوز حصراً يدعى القلب، يرتكز على قواعد خشبية موضوعة على قواعد حجرية ثابتة وقوية في قاع النهر.
على سبيل المثال، أحد أقدم الآثار المعروفة من العالم اليوناني، Philon of Byzantion الذي ذكر نحو عام 250 قبل الميلاد، أوصافاً للطواحين المائية في كتابه Pneumatica.
ومع ذلك، غالباً ما يرتبط اختراع طاحونة المياه بالمهندس الروماني فيتروفيوس الذي قدَّم وصفاً تقنياً كاملاً لهذا الجهاز الميكانيكي.
باستخدام تصميم أساسي أكثر بكثير، تم استخدام طواحين المياه الرومانية لمعالجة الحبوب، واستخدمت عجلة مائية غير مزودة بآلية تروس لإكمال الحركات.
مع مرور الوقت، تقدمت طواحين المياه بشكل كبير، ويمكن استخدامها الآن بشكل أكثر كفاءة مع تصميمات متينة وفعالة.
المنبه
سواء كانت تساعدهم على الاستيقاظ في الصباح أو مجرد تذكير بالاجتماع، فإن المنبهات يستخدمها كثيرون في جميع أنحاء العالم بشكل يومي، وهي عنصر أساسي في حياة معظم الناس.
وإذا كنت تظن أنها اختراع حديث، فأنت مخطئ، لأنها كانت بالفعل مستخدمة منذ ما قبل الميلاد، وتحديداً على زمن الفيلسوف اليوناني أفلاطون، الذي اخترع أول منبه بالتاريخ قبل الميلاد بنحو 400 عام.
في حين يقول موقع Atlas Obscura الأمريكي، إن تاريخ اختراع المنبه بشكله الحديث يعود إلى عام 72،5 وتحديداً إلى الصيني “Yi Xing “.
وأضاف الموقع أنه تم تكرار الفكرة من قبل الأوروبيين الذين ابتكروا عروضاً معقدة داخل الساعات الرنانة في ساحات المدينة.
كانت الخطوة التالية هي جعل هذه الساعات أصغر، بحيث يمكن استخدامها بشكل فردي.
يعتقد المؤرخون أن المنبهات الميكانيكية الشخصية نشأت بألمانيا في القرن الخامس عشر، لكن مخترعيها غير معروفين.
السباكة
ما هو أسوأ من عدم وجود مياه لغسل دورات المياه؟ هو بالضبط ما كان على الناس التعامل معه حتى طور المصريون القدماء أول نظام سباكة معروف في نحو 2000 قبل الميلاد.
بفضل تركيزهم المثير للإعجاب على النظافة، اخترع المصريون أنظمة صرف معقدة تحت الأرض كانت متصلة بالحمامات والمقابر في ذلك الوقت.
سمح ذلك بإحداث تطورات مختلفة مثل تجفيف أحواض الاستحمام وغسل المراحيض وغير ذلك الكثير، وتدور هذه الأنظمة حول نهر النيل، وقد تم تصنيعها من الطين أو الأنابيب النحاسية وستؤدي بمياه الصرف الصحي إلى نهر النيل؛ للحفاظ على نظافة المدن.
التدفئة المركزية
إذا كنت تمتلك بالفعل نظام تدفئة في منزلك، يقيك من برد الشتاء، فعليك أن تشكر الإغريق القدماء على نظام التدفئة المركزي الذي اخترعوه.
مثل البقاء دافئاً في ساحة منزلك بغض النظر عن الطقس في الخارج، طوَّر هؤلاء المهندسون والمخترعون الإغريق أول نظام تدفئة مركزي بمعبد أفسس في وقت ما قبل المسيح.
يستخدم هذا النظام قنوات متصلة “بنار” تحت الأرض، من شأنها توجيه الهواء الساخن إلى المعبد؛ لإبقائه دافئاً بغض النظر عن الطقس في الخارج.
بعد عدة قرون من ذلك، كان من المعروف أيضاً أن الرومان يستخدمون أنظمة تدفئة أكثر انتشاراً تُعرف باسم Hypocausts والتي تعمل بمساعدة الأفران الموجودة تحت الأرض.
المصدر: عربي بوست