من بينها غرينلاند وفنلندا .. 9 أماكن على وجه الأرض “لا تغيب عنها الشمس”
تعتبر دورة الليل والنهار من الأمور العادية عند جميع الناس، إذ إنها تقوم بترتيب الساعات اليومية بين العمل والنوم، لكن قد يستغرق قدوم الليل في بعض الدول 76 يوماً، وذلك بسبب ميلان الأرض إلى مستوى المدار حول الشمس.
إذ لا تغيب عنها الشمس من منتصف أبريل/نيسان وأواخر أغسطس/آب، إذ تتسبب في انهيار الساعة البيولوجية بسبب تسرّب أشعة الشمس باستمرار، ما يؤثر على القدرة على النوم بالنسبة لكثيرين، أما من الجانب الآخر فيتصرف البعض بطريقة اجتماعية أكبر إذ يقومون بحفلات للشواء، أو الخروج في وقت جد متأخر، لكن تحت أشعة الشمس.
من بين الدول المضيئة طوال اليوم، والتي لا تغيب عنها الشمس نجد:
مملكة النرويج شمالي أوروبا
حسب “indiatimes” تعتبر النرويج من الدول القديمة التي تشتهر بالفايكينغ والأساطير، تمتد من الأودية الخلالية المذهلة إلى البر الرئيسي، ما يعطيها مناظر طبيعية دراماتيكية تجذب السياح.
يبلغ عدد سكان النرويج حوالي 5.5 ملايين نسمة، ويُعرف النرويجيون بولائهم إلى الوطن ودفاعهم الشديد عن أنظمة الرفاه الاجتماعي التي تمتزج مع اقتصادها القوي.
تتيح ساعات النهار الطويلة في النرويج للمسافرين فرصاً لاستكشاف الريف النرويجي، بالإضافة إلى تجارب أخرى مثل لعب الغولف في منتصف الليل، سكنت بعض الشعوب النرويج قبل 13 ألف سنة، إذ تتميز الأرض بوفرة الأراضي والأسماك.
تُعرف النرويج حالياً بالفخامة والطبيعة الخلابة التي تجذب إليها السياح من مختلف أنحاء العالم.
ولاية ألاسكا بالولايات المتحدة الأمريكية
تُعرف ألاسكا بأنها آخر الحدود البرية للولايات المتحدة الأمريكية، إذ تصل مساحتها إلى أكثر من 600 كلم، فيما يعيش بها أكثر من 730 ألف مواطن، رغم البرودة الشديدة للمنطقة.
تشتهر المنطقة بتكرر ظاهرة الشفق القطبي، الذي يُعرف أيضاً بعرض الألعاب النارية الخارق للطبيعة لكوكب الأرض، في هذه المنطقة الواقعة أقصى الشمال. وتضم هذه المنطقة البرية واحداً من السواحل القليلة التي يفترس فيها الحوت القاتل حيوان الموظ، الذي يبحث عن الطعام بين الجزر.
تشتهر بعض المجتمعات الريفية بآلاسكا بالتناوب أثناء النوم لإبقاء معاقلهم ساخنة؛ لأنها تعتمد على الوقود الخشبي في ذلك، يقدر الناس في ألاسكا بداية تواصل ظهور ضوء الشمس الذي لا ينتهي على مدار اليوم، لأنه يعني أن البرودة الشديدة في الشتاء قد انتهت.
إذ تصبح الأنشطة المخصصة خلال النهار فقط صالحة على مدار اليوم، إذ يأتي المتنزهون ويذهبون طوال ساعات “الليل”. صحيحٌ أن زيادة ساعات النهار بمقدار ساعة كاملة أسبوعياً يمكن أن يكون مربكاً، لكن بالنظر إلى الجمال المذهل للبرية في ألاسكا، فثمة احتمالية كبيرة أن زوارها سيكونون مذهولين بالفعل.
المدينة الروسية نوريلسك
تقع نوريلسك فوق ترسبات من النيكل والفحم، كما يقطن بالمدينة 180 ألف نسمة، وهي أبعد مدينة في اتجاه أقصى الشمال على وجه الأرض يعيش فيها هذا العدد من السكان، تشتهر المدينة بالتعدين بالإضافة إلى الملابس الجلدية التي تعتبر الأساسي للحفاظ على حرارة الجسم في درجة حرارة منخفضة.
على الرغم من صعوبة العيش في هذه المدينة، فإنها كانت معقلاً للعديد من الحضارات، إذ كان سكانها يمارسون أنشطة التعدين والصهر في المنطقة منذ العصر البرونزي.
أما في يومنا الحالي فيحظر الدخول إلى المدينة إلا بتصريح خاص، بعد تسريب هائل لوقود الديزل سنة 2020، ما جعل النظم البيئية المحلية التي تغطي مساحة كبيرة.
أما من الناحية الجمالية، بنيت المدينة استناداً إلى فلسفة العمارة القاسية، وهو أسلوب معماري تبسيطي يعطي أولوية للوظيفة التي يؤديها البناء. صحيحٌ أن مدينة نوريلسك ربما لا تحتل مكاناً ضمن أفضل 10 وجهات صيفية، لكن ذلك لا يعني أنها لا تستحق قدراً من الاحتفاء.
شمال أوروبا.. فنلندا
في هذا البلد الذي يقع في أقصى الشمال، كان الوقود الذي يحصل عليه الأشخاص من الغابات التي لا تنتهي، منظراً مريحاً للمهاجرين المرتعشين من شدة البرد، وذلك على مدى حوالي 120 ألف سنة.
لكن بسبب التأثير المتذبذب لمحور الأرض، تتباين شدة الأشهر الموسمية خلال الدورة التي تستغرق 13 ألف سنة، وهو ما يفسر السبب في أن فنلندا كانت مستوطنة بصورة دائمة في عام 8500 قبل الميلاد.
يستمتع 5.5 ملايين فنلندي بخصوصية منطقتهم المعزولة، وهو ما يتضح بصورة خاصة في هوسهم الثقافي بحمامات البخار. فضلاً عن أنه في ظل ساعات النهار الطويلة التي تسمح بالعمل على المشروعات الإبداعية، ازدهرت السينما والمشهد الفني في فنلندا على مدى القرون القليلة الماضية.
وبسبب استمرار النهار في هذا البلد لحوالي 76 يوماً سنوياً، فإن المطبخ الفنلندي يدور حول المكونات الأساسية لوجبة الإفطار، مثل التوت ومنتجات الألبان، ومنتجات الحبوب الكاملة. وبالنظر إلى غرائبية فنلندا وسموها، يعد هذا البلد كجوهرة في الشمال القاسي.
أوروبا.. السويد
تعرف السويد بـ”أرض شمس منتصف الليل” يضم 10.5 مليون شخص سعداء وأصحاء فوق مساحة تصل إلى 173 ميلاً مربعاً.
اشتهر هذا البلد في الماضي بمقاتلي العصور الوسطى الذين لا يضاهيهم أحد، لكن السويد الآن مكان مسالم بصورة مذهلة، وترتفع فيه تقييمات جودة الحياة. السياسات الديناميكية المشهودة مع جيرانها خلال القرون القليلة الماضية، لم تمنعها من الانضمام إلى منظمة الناتو أو الاتحاد الأوروبي.
تنطوي هذه المساحة الكبيرة لهذا البلد على تنوع مناخي، فلا يعيش سوى 13% من السكان في الشمال المتجمد. وبجانب شهرتها باحتوائها على مجموعة من أكبر البحيرات في أوروبا ذات الجمال الطبيعي، تُعرف السويد أيضاً باحتفاظها بمشاهد باهرة لعمارة عصر النهضة.
أما الشعب السويدي المتواضع، برغم ما لديه من أسباب تجعله يفتخر ببلاده، فإنهم يستغلون زيادة ساعات النهار لديهم للاستمتاع والإعجاب ببلدهم النبيل.
يُعدّ مستوى المعيشة في السويد واحداً من أعلى المستويات المعيشية في العالم. والسويد تقع ضمن الدول الأوروبية الرائدة في عدد السيارات والهواتف وأجهزة التلفاز مقارنة مع عدد سكانها.
وهناك مقياس آخر حول غنى هذه الدولة وهو أن السويديِّين تزداد نفقاتهم في العطلات أكثر من أي شعب آخر. ويملك خُمس العائلات السويدية في أوروبا منازل في الأرياف، حيث يُمكِنهم الاستمتاع بقضاء عطلات نهاية الأسبوع.
جزر المعزولة..آيسلندا
تعد آيسلندا بلداً جزرياً معزولاً، ولا تشتهر بكثرة الجليد مثل جارتها غرينلاند، وتقع تحت محيط الدائرة القطبية الشمالية مباشرة. استقرت الشعوب في آيسلندا لأول مرة في القرن التاسع، وكان يجري تبادل حكمها بين النرويج والدنمارك حتى صوت الآيسلنديون في نهاية المطاف للحصول على الاستقلال في عام 1944.
صحيح أن غالبية السكان البالغ عددهم 367 ألف نسمة يعيشون في العاصمة ريكيافيك، لكن كثيراً من المستوطنات تحتضن الساحل الآيسلندي، ويستمتع سكانها بالعزلة التي تأتي معها.
بسبب النشاط الجيولوجي الديناميكي، تنتشر السخانات في الريف حول البراكين التي نشط أحدثها عام 2021. أما المنحدرات وشبه الجزر الخلابة، مثل ديرهولاي في الجنوب، فإنها تمنح الزوار فهماً للقوى الهائلة للطبيعة.
خلال فترة الانقلاب الصيفي، ثمة تقليد بين الآيسلنديين بالتدحرج بدون ملابس عبر الحقول للوصول إلى سحر الاستشفاء. ولعل عدم القدرة على النوم في منتصف الليل بسبب سطوع الشمس يفسر السبب وراء بعض من هذه المعتقدات الخرافية، ولكن إن كان الأمر ينجح حقاً، فلا بأس!
الأرض الخضراء ..”غرينلاند”
حسب “World Atlas” تتسم غرينلاند بأنها بلد ذو مساحة شاسعة وتعداد سكاني قليل، لكنها ليست خضراء على الإطلاق. أطلق سكان العصور الوسطى هذا الاسم عليها لمحاولة إقناع الناس بالهجرة إليها، لكن التعداد السكاني البالغ 56 ألف نسمة في الوقت الحالي يوضح أن غالبية الناس لم ينخدعوا بالاسم.
فيما تغطي الطبقة الجليدية 80% من مساحة الجزيرة، ما أجبر غالبية المدن على التشكل عند السواحل بعيداً عن منطقة الوسط بأرضها القاحلة الباردة.
ومع ذلك يستمتع السكان بالخروج للتزلج، ويشتهر فريق كرة اليد للرجال بأنه ذو تصنيف متقدم. ويعد حيوان الفقمة ضمن المأكولات التي يتناولها السكان هناك، نظراً إلى أن المحيط هو المصدر الأساسي لمكونات المطبخ في ظل غياب الزراعة.
يحتفي أهل غرينلاند بالشمس التي تسطع في منتصف الليل، ويستمتعون بالخروج في هذه الأوقات مع الطاقة الإضافية المتصورة التي تمنحهم إياها، وفي كثير من الأحيان يجد المهاجرون إلهاماً وارتياحاً من الشمس التي تحيط بهم.
شمال القارة الأمريكية.. كندا
تعيش الأقاليم الشمالية في كندا، وتحديداً إقليم يوكون وإقليم نونافوت والأقاليم الشمالية الغربية، في نفس الجداول الزمنية الصيفية والطبيعة الجغرافية المشهودة في ولاية ألاسكا الأمريكية.
برغم غرابة بعض الأنشطة التي يؤدونها، لكنهم يشعرون بالفخر، إذ يستمتع الكنديون بالعذر المكفول لهم لتنظيم السباقات وممارسة الرياضات في الـ11 مساءً، بينما تسطع الشمس.
صحيحٌ أن السياح يُصدمون عند مشاهدة هذا الأمر، لكن هذا النوع من التغير الشديد في ساعات اليوم هو المعتاد بالنسبة لشعب الإسكيمو أو الإنويت، الذين سكنوا هذه الأرض منذ 5 آلاف عام.
تمثل هذه المجموعات من السكان الأصليين أصعب مسارات البشرية، بغض النظر عن تاريخهم المتعلق بالبقاء على قيد الحياة استناداً إلى الحمية الغذائية التي تعتمد على الصيد بسبب غياب الزراعة.
حتى الحيتان لم تكن محصنة أمام استراتيجيات الصيد التي يعتمدون عليها، وهو ما قد يفسر السبب وراء عيش الإسكيمو داخل منازل مصنوعة من كتل الثلج قبل تبني أسلوب البناء الأوروبي. لا شك أن كندا بلد كبير للغاية يضم بعضاً من الشعوب المذهلة، لكنها لن تفشل أبداً في إبهار زوارها.
القارة القطبية الجنوبية
تقدم القارة القطبية الجنوبية تعريفاً للقسوة فيما يتعلق بدرجات الحرارة والظروف، إذ تغطي طبقة جليدية القارة كلها، فلا تصلح إلا لعدد قليل من حيوانات مثل الفقمة والبطاريق والكائنات الحية الدقيقة.
يقع القطب الجنوبي بالقرب من المنتصف، ما يسمح بنفس الشكل من أشكال زيادة سطوع الشمس فوق رؤوس الأشخاص الذين يسكنون هذه المنطقة في المراكز البحثية. وبرغم ذلك، فإن أوقات السنة التي تكون فيها الشمس بهذا السطوع هي عكس أوقات سطوعها في نصف الكرة الشمالي؛ والسبب أن نصف الكرة الجنوبي يشهد فصل الصيف خلال فصول الشتاء في الشمال.
تغطي 30 دولة هذه الكتلة الأرضية، وبرغم التشريعات الصارمة حول الأنشطة البشرية، فإن صفائح الثلوج الأسطورية التي التُقطت صور لها قبل 100 عام، تختفي بسرعة بسبب التغير المناخي.
المفارقة أن ساعات النهار التي لا تنتهي في فصل الصيف لم تؤثر قط على درجات الحرارة بنفس شدة تأثير الاحترار الاصطناعي.