منوعات

على “كوكب الجحيم”.. العام الأرضى يساوي 17.5 ساعة فقط وأكبر بثمانية أضعاف من كوكبنا

على “كوكب الجحيم”.. العام الأرضى يساوي 17.5 ساعة فقط وأكبر بثمانية أضعاف من كوكبنا

بدأ علماء الفلك في التعرف على الخصائص المميزة لأحد الكواكب الفريدة التي تقع خارج مجموعتنا الشمسية.

ويعرف كوكب “كانري آي 55” بعدة أسماء، لكن طبيعته الصخرية شديدة القسوة وحرارته المرتفعة جعلته يعرف بين العلماء باسم “كوكب الجحيم”.

ويقع هذا الكوكب الفريد خارج المجموعة الشمسية على بعد 40 سنة ضوئية من كوكب الأرض. ويتميز “كانري آي 55” بأنه أكبر بثمانية أضعاف من كوكبنا، وهو شديدة الحرارة لدرجة أنه يحتوي على محيط من الحمم البركانية المنصهرة بحرارة تصل إلى 3600 درجة فهرنهايت (1,982 درجة مئوية)، بحسب ما نشر موقع سي ان ان.

ويعتقد العلماء أن الجزء الداخلي من الكوكب قد يكون مليئاً بالماس نظراً لدرجات الحرارة القاسية التي تعرضت لها مكونات الكوكب.

وقد نشرت مجلة Nature Astronomy دراسة توضح بالتفصيل النتائج التي توصل إليها العلماء يوم الخميس.

ويدور الكوكب المسمى رسميًا باسم جانسين Janssen حول نجم يسمى كوبرنيكوس بسرعة خيالية، إذ يكمل دورة واحدة في مداره حول شمسه في أقل من يوم أرضي، ما يعني أن سنة واحدة على الكوكب تعادل حوالي 17.5 ساعة على الأرض.

ومدار الكوكب ضيق بشكل لا يصدق وهو السبب في أن كوكب يانسن يتمتع بدرجات حرارة شديدة الارتفاع نظراً لاقترابه الشديد من النجم، حتى أنه قبل اكتشافه شكك علماء الفلك في إمكانية وجود كوكب يدور بهذا القرب وهذه السرعة من أي شمس.

استخدم فريق من الباحثين أداة جديدة تُعرف باسم EXPRES ، أو مطياف EXtreme PREcision ، وهو جهاز يستخدم لتحديد الطبيعة الدقيقة لمدار الكواكب.

تم تطوير الأداة في جامعة ييل من قبل فريق بقيادة عالمة الفلك ديبرا فيشر وتم تثبيتها على تلسكوب لويل ديسكفري في مرصد لويل في فلاغستاف بأريزونا. وكان مقياس الطيف قادراً على قياس التحولات الصغيرة في ضوء النجم كوبرنيكوس أثناء تحرك كوكب يانسن – يحدث عندما يحجب القمر الشمس أثناء كسوف الشمس.

وتوصل الباحثون إلى أن كوكب يانسن يدور على طول خط استواء النجم. لكن “كوكب الجحيم” ليس هو الوحيد الذي يدور حول كوبرنيكوس، فهناك أربعة كواكب أخرى على مسارات مدارية مختلفة في هذا النظام النجمي الفريد، وفق ما ذكر موقع سبيس.كوم.

يعتقد علماء الفلك أن مدار يانسن غريب الأطوار يشير إلى أن الكوكب كان في بداياته يدور في مدار أبعد عن نجمه قبل أن ينجرف بالقرب من كوبرنيكوس، ومع الوقت أدت جاذبية النجم الذي يدور حوله إلى تغير مداره بشدة.

وقال لاري فيشر، كبير مؤلفي الدراسة وأستاذ علم الفلك ويوجين هيغينز الأستاذ في جامعة ييل في بيان صحفي مشترك: “يتوقع علماء الفلك أن هذا الكوكب قد تشكل بعيدًا جدًا ثم وصل تدريجياً إلى مداره الحالي”.

وعلى الرغم من حقيقة أن يانسن لم يكن دائمًا قريبًا من نجمه ، استنتج علماء الفلك أن الكوكب خارج المجموعة الشمسية كان على الرغم من ذلك حارًا بشكل كبير للغاية.

وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة ليلي تشاو ، الزميلة في مركز الفيزياء الفلكية الحاسوبية التابع لمعهد فلاتيرون في نيويورك، إن الكوكب “كان على الأرجح شديد الحرارة بحيث لا يمكن لأي شيء نعرفه أن يبقى على قيد الحياة على سطحه”.

ويقول علماء الفلك إن نظامنا الشمسي مسطح بما يشبه الفطيرة، حيث تدور جميع الكواكب حول الشمس على مستوى واحد لأنها تشكلت جميعها من قرص الغاز والغبار نفسه الذي كان يدور حول الشمس، بعكس الكوكب الأحمر الناري الذي لا يدور في مدار مستوي حول نجمه،  الأمر الذي يطرح سؤالاً عن مدى تميز نظامنا الشمسي في الكون.

يمكن أن يوفر هذا النوع من البيانات مزيدًا من المعلومات حول كيفية وجود كواكب وبيئات شبيهة بالأرض في الكون. ويمكن أن تساعد النتائج علماء الفلك في الحصول على نظرة ثاقبة جديدة في تكوين الكواكب وكيفية تطور الأجرام السماوية في مداراتها.

المصدر: DW

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى