اكتشاف حلقة نار “غامضة” خارج مجرتنا.. والعلماء يوضحون سر وجودها
قام فريق دولي من العلماء بقيادة باحثين من “جامعة ويسترن سيدني” (Western Sydney University) الأسترالية باكتشاف جرم دائري غامض، يشبه حلقة من النار بالقرب من مجرتنا (درب التبانة)، في سابقة قد تكون الأولى من نوعها في تاريخ علم الفلك.
دوائر غامضة
وحسب الدراسة، التي نشرت في دورية “مونثلي نوتيس” (Monthly Notices) (النشرة الشهرية للجمعية الملكية لعلم الفلك)، فقد استخدم الباحثون مرصد “أسكاب” (ASKAP) أو مصفوفة الكيلومتر المربع “باثفيندر” الأسترالية للتوصل إلى تلك النتائج.
و”أسكاب” تلسكوب راديوي يوجد في الجزء الغربي من أستراليا، ويتكون من 36 هوائيا كل منها بقطر 12 مترا، بحيث تمثل معا هوائيا واحدا ضخما مساحته 4 آلاف متر مربع، بدأ بناؤه في أواخر عام 2009 وأصبح جاهزا للعمل في 2012.
وتمكن “أسكاب” من رصد هذه الحلقة الغامضة خارج مجرتنا، إلى جوار ما يعرف باسم السحابة الماجلانية الكبيرة (LMC)، وهي مجرة تابعة لمجرة درب التبانة، تقع على مسافة 160 ألف سنة ضوئية منا.
حلقة النار توجد إلى جوار السحابة الماجلانية الكبيرة التي تمثل مجرة تابعة لمجرة درب التبانة (جامعة ويسترن سيدني)
وحسب بيان رسمي أصدرته جامعة “ويسترن سيدني”، فقد دُهش الفريق البحثي من وجود جرم سماوي بهذا الشكل خارج المجرة، فظنوا في البداية أنه “دائرة راديوية غريبة”، والدوائر الراديوية أجرام راديوية كروية الشكل غير مفهومة اكتشفت في عام 2019، ويعتقد أنها نابعة من المجرات.
لكن بعد مزيد من الفحص تبيّن للعلماء أن هذه الحلقة الغامضة قد تكون بقايا نجم انفجر قبل نحو 2200-7100 عام، محدثا مستعرا أعظم هائلا ما زالت بقايا انفجاره تتوسع حتى الآن، في ضوء تقدير الدراسة.
المستعر المارق
ويعني ذلك، حسب الفريق البحثي، أن هذه المرة الأولى التي يُكتشف فيها مستعر أعظم يحدث خارج مجرة درب التبانة، ولهذا السبب أطلقوا اسم “المارق” (rogue)، على هذه الحلقة النارية؛ فكأن النجم الذي تسبّب بها قد خرج عن طاعة المجرة الأم.
وحسب الدراسة الجديدة، فإن النجم “المارق” قد خرج من السحابة الماجلانية الكبرى قبل ملايين السنين، وكان له نجم رفيق يدور حوله، أحدهما كان في طور العملاق الأحمر، والثاني في طور القزم الأبيض. ولأن الثاني ذو قوة جذب عالية، فقد قام بسحب مادة العملاق الأحمر بسرعة شديدة.
مرصد أسكاب الموجود في غرب أستراليا يتكون من 36 طبقا لاقطا (ويكيبيديا)
ومع تراكم مادة العملاق الأحمر على رفيقه القزم بسرعة وقوة، تحدث تفاعلات نووية سريعة ومفاجئة على سطح القزم الأبيض، وعند مرحلة ما فإنه ينفجر محدثا ما يسمى بـ”المستعر الأعظم من النوع آي-إيه” (Supernova Ia).
وبسبب هذه الحالة الغريبة، يأمل الباحثون من هذا الفريق المضي قدما في إنجاز دراسات أكثر تعمقا واستفاضة لتأكيد طبيعة المستعر المارق بما يكون مفيدا في تطوير فهم العلماء لهذا النوع من الأجرام.
المصدر: الجزيرة – ترجمات