منوعات

بطول نحو 1.6 مليون كيلومتر ..صورة تحبس الأنفاس لانبعاث كتلي إكليلي من الشمس

بطول نحو 1.6 مليون كيلومتر ..صورة تحبس الأنفاس لانبعاث كتلي إكليلي من الشمس

التقط مصور فضاء صورة مذهلة لعمود هائل من البلازما ينطلق من الشمس. امتد هذا الخيط الناري المنبثق من الشمس، الذي يُعرف بالانبعاث الكتلي الإكليلي، مسافةً تفوق 1.6 كيلومتر عن سطح الشمس، وفقًا للمصور.

التقط مصور الفضاء المحترف أندرو مكارثي من أريزونا، هذه الصورة في 24 سبتمبر 2022، وشاركها على موقع ريديت في اليوم التالي.

كان هذا الانبعاث الكتلي الإكليلي جزءًا من عاصفة شمسية صغيرة من النمط G-1، أدنى الفئات على مقياس العواصف الجيو-مغناطيسية وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وكان الانبعاث متوجهًا بعيدًا عن الأرض، وفقًا لموقع SpaceWeather.com.

كتب مكارثي على موقع ريديت: «هذا الانبعاث الأثيري أكبر انبعاث كتلي إكليلي شاهدته على الإطلاق». وأضاف أن البلازما كانت بدايةً ملتصقة بحلقة كبيرة متصلة بسطح الشمس، تُعرف بالنتوء، ثم انفصلت وانطلقت في الفضاء بسرعة نحو 160 ألف كيلومتر في الساعة.

التُقطت هذه الصورة بتقنيتي «اللون الزائف» -تمثيل متخيل لألوان الأطوال الموجية غير المرئية للعين البشرية- و«اختزال الوقت»، إذ نتجت عن تجميع مئات الآلاف من الصور المُلتقطة على مدار ست ساعات. التُقطت ما بين 30 و80 صورة مستقلة كل ثانية ثم خُزنت في ملف وصل حجمه النهائي إلى 800 غيغابايت. ثم دُمجت الصور لإظهار الانبعاث الكتلي الإكليلي بتفاصيل مذهلة.

يظهر سطح الشمس والانبعاث الكتلي الإكليلي في الصورة بلون برتقالي، لكنهما ليسا كذلك في الواقع. تُصدر طبقة الكروموسفير -أدنى طبقات الغلاف الجوي الشمسي- والانبعاثات الكتلية الإكليلية ضوءًا يظهر لنا بلون أحمر وردي ويُعرف بضوء هيدروجين-ألفا، أو H-ألفا. لكن الصور الأصلية كانت شبه بيضاء بالكامل بسبب قصر زمن التعرض لكل صورة.

أضاف مكارثي اللون البرتقالي رقميًّا عند تركيب الصورة النهائية، لتوضيح تباين البنى المستقلة على سطح الشمس، وإبراز الانبعاث الكتلي الإكليلي.

ولمّا كانت بقية الصورة لم تُعالَج باللون البرتقالي، احتفظت الشمس بهالة بيضاء مدهشة تبرز أمام الخلفية المظلمة للفضاء.

ازداد تكرار حدوث الانبعاثات الكتلية الإكليلية في الأشهر الماضية مع دخول الشمس فترة من النشاط الشمسي المتزايد، تُعرف بالذروة الشمسية، وتستمر نحو سبعة أعوام، ما سيتيح المزيد من الفرص لالتقاط صور مشابهة.

كتب مكارثي: «سنرى المزيد من هذه الظواهر مع تقدمنا في فترة الذروة الشمسية. ويُحتمل أن تصبح أعمدة البلازما أكبر تدريجيًّا».

حذّر المصور من محاولة مراقبة الشمس دون المعدات الصحيحة قائلًا: «لا توجهوا منظارًا نحو الشمس، ستفسدون كاميراتكم أو أسوأ من ذلك، أعينكم». وأضاف أن المنظار الذي استخدمه لتصوير الانبعاث الكتلي الإكليلي كان معدلًا على نحو خاص بعدة مرشحات من أجل مراقبة الانبعاث الكتلي الإكليلي وتصويره بأمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى