يعتقد العلماء أنها أول محاولة لرسم خريطة كاملة للسماء.. اكتشاف أقدم خريطة للنجوم مخبّأة في مخطوطة من العصور الوسطى
أسفر اكتشاف مخطوطة من العصور الوسطى من دير في مصر عن كنز مذهل.
حيث اكتشف العلماء ما تحت النصوص المسيحية فيما بدا أنه جزء من فهرس النجوم المفقود منذ زمن بعيد لعالم الفلك هيبارخوس، ويُعتقد أنها أول محاولة معروفة لرسم خريطة للسماء بأكملها.
يصف جيمس إيفانز، مؤرخ علم الفلك بجامعة بوجيت ساوند في تاكوما بواشنطن، الاكتشاف بأنه “نادر” و “رائع”، إذ ظل العلماء يبحثون عن كتالوج هيبارخوس لعدة قرون.
يقول إيفانز إنه يثبت أن هيبارخوس، الذي غالبًا ما يُعتبر أعظم علماء الفلك في اليونان القديمة، قد رسم خريطة للسماء قبل قرون من أي محاولة أخرى معروفة.
كما أنه يسلط الضوء على لحظة حاسمة في ولادة العلم، عندما تحول علماء الفلك من مجرد وصف للأنماط التي رأوها في السماء إلى قياسها والتنبؤ بها.
المخطوطة مأخوذة من دير سانت كاترين للروم الأرثوذكس في شبه جزيرة سيناء، مصر، لكن معظم أوراقها الـ 146، تابعة الآن لمتحف الكتاب المقدس في واشنطن العاصمة.
تحتوي الصفحات على مجموعة من النصوص السريانية المكتوبة في القرن العاشر أو الحادي عشر. لكن المخطوطة هي طِرس؛ مخطوطة كتبها الناسخ عن نص قديم حتى يمكن إعادة استخدامها.
تحدثت تسع صحائف عن مواد فلكية (وفقًا للتأريخ بالكربون المشع وأسلوب الكتابة)، ومن المحتمل أن تكون قد نُسخت في القرن الخامس أو السادس. وهي تتضمن أساطير أصل النجوم لإراتوستينس وأجزاء من قصيدة شهيرة من القرن الثالث قبل الميلاد تسمى “الظواهر” (Phaenomena)، وهي تصف الأبراج.
بعد ذلك، وأثناء تأمل الصور، لاحظ ويليامز شيئًا أكثر غرابة. فتواصل مع مؤرخ العلوم فيكتور جيسمبرغ في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي CNRS في باريس، الذي قال: “لقد كنت متحمسًا جدًا منذ البداية”. “اتضح على الفور أن لدينا إحداثيات نجوم.”
حتى الآن، كما يقول إيفانز، كان فهرس النجوم الوحيد الذي نجا من العصور القديمة هو الكتالوج الذي جمعه عالم الفلك كلوديوس بطليموس في الإسكندرية، مصر، في القرن الثاني الميلادي. وضعت أطروحته المجسطي، وهي واحدة من أكثر النصوص العلمية تأثيرًا في التاريخ، نموذجًا رياضيًا للكون – مع وجود الأرض في مركزه – تم قبوله لأكثر من 1200 عام.
كما قدّم إحداثيات ومقادير أكثر من 1000 نجم. ومع ذلك، فقد ورد عدة مرات في المصادر القديمة أن الشخص الذي قام بقياس النجوم لأول مرة هو هيبارخوس، الذي عمل في جزيرة رودس اليونانية قبل ثلاثة قرون، ما بين 190 و 120 قبل الميلاد تقريبًا.
يعتقد الباحثون أن القائمة الأصلية لهيبارخوس، مثل قائمة بطليموس، كانت ستشمل ملاحظات تقريبًا لكل نجم مرئي في السماء. يقول جيسمبرغ إنه بدون تلسكوب، لا بد أنه استخدم أنبوب رؤية، يُعرف باسم الديوبتر.
لم يتم بعد فك رموز عدة أجزاء من المخطوطة. ومن الممكن أيضًا أن تبقى صفحات إضافية منها موجودة في مكتبة سانت كاترين، التي تحتوي على أكثر من 160 طرسًا.
المصدر: أراجيك