منوعات

اكتشاف جديد وبداية مبشّرة لحل بعض الألغاز.. خلايا بشرية تنمو في أدمغة فئران

اكتشاف جديد وبداية مبشّرة لحل بعض الألغاز.. خلايا بشرية تنمو في أدمغة فئران

نشرت الأربعاء مجلة (نيتشر) العلمية انه وضمن إطار السعي المستمر والأبحاث الجارية حول معرفة الأسباب الرئيسية لأمراض التوحد والفصام, حيث نجح علماء الأعصاب من جامعة ستانفورد في زراعة عينات من أنسجة عصبية بشرية في أدمغة فئران حديثة الولادة وتؤدي هذه الأنسجة وظائف الحفاظ على التوازن في الخلية المعروفة باسم (العضيات).

وقد دلت النتائج ان الخلايا البشرية نمت واقامت اتصالات وظيفية داخل دماغ الفئران مما أدى الى دوائر عصبية هجينة من البشر والفئران نتج عنه تغيرات في سلوك الفئران.

وهذه الدوائر العصبية المتشكلة انما هي عبارة عن طرق سريعة للمعلومات للجهاز العصبي وتعالج المعلومات الحسية التي تقود سلوكيات مثل الحركة والتعلم والذاكرة والتحفيز.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، توفر زراعة الأعضاء الشبيهة بالدماغ للباحثين فرصة فريدة لدراسة كيف يمكن أن تظهر التشوهات في الاتصال أو النشاط أو الشكل والحجم للخلايا العصبية البشرية كمرض.

ويرى علماء أعصاب أن مثل هذا البحث يمكن أن يفسر أسباب حالات نفسية يصعب دراستها مثل التوحد والفصام.

في حين اعتبر علماء آخرون، أن زراعة أنسجة بشرية في أدمغة الحيوانات، يثير مخاوف بما في ذلك احتمال معاناة الحيوانات أو زيادة قدراتها المعرفية.

وأخذ الباحثون خلايا الجلد من متطوعين أصحاء ومن مرضى مصابين بمتلازمة تيموثي، وهي حالة وراثية نادرة مرتبطة بالتوحد والصرع، وعدّلها العلماء لتصبح خلايا جذعية يمكنها أن تتحول إلى أي نوع من الخلايا في الجسم. ثم تم زرع العضيات في أدمغة الفئران حديثي الولادة، حيث استمرت في النمو.

وبعد بضعة أشهر، كانت الخلايا العصبية البشرية الطبيعية في أدمغة الفئران أكبر بستة أضعاف ولديها هياكل شبيهة بالفروع تسمى “التشعبات”، والتي تستخدمها الخلايا العصبية لإجراء اتصالات مع الخلايا العصبية الأخرى.

في المقابل، كانت الخلايا العصبية في العضيات المزروعة من مرضى متلازمة تيموثي أصغر بكثير ولديها عدد أقل من الفروع.

وقال الباحثون إن الاختلافات بين الخلايا العصبية الطبيعية والمريضة، لم تظهر إلا بعد أن تطورت الخلايا في أدمغة الفئران.

وقال عالم الأعصاب بجامعة ستانفورد الذي قاد العمل، سيرغيو باسكا، إن “الاضطرابات النفسية هي اضطرابات في الدوائر الكهربائية، وتؤدي إلى تغيرات سلوكية لأنها تغير الدوائر بطريقة معينة”.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يزرع فيها العلماء ما يشبه الدماغ في أدمغة حيوانات المختبر.

في عام 2018، أظهر فريق من معهد سالك للدراسات البيولوجية، أن الخلايا العصبية البشرية بالدماغ شكلت روابط نشطة مع الخلايا العصبية في الفئران.

ولم تقتصر تجارب الخلايا العصبية على الدماغ فقط اذ يبدو أن نجاح هذه التجربة قد طال استجابات للمنبهات البصرية تم الحصول عليها من خلال زراعة تلك الخلايا العصبية البشرية في القشرة البصرية للفئران مما قد يكون مؤشرا على التكيف الواسع للخلايا العصبية البشرية

المصدر: الحرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى