البلاديوم هو واحد من ستة معادن تنتمي لمجموعة البلاتين بجانب (الروثينيوم والروديوم والأسموم والإيريديوم والبلاتين نفسه) وهو في تكوينه عبارة عن مادة بيضاء لامعة، والجدير بالذكر أنها تستخرج في المقام الأول من روسيا وجنوب افريقيا.
وغالبا ما يتم استخراجه كناتج ثانوي لعمليات تعدين معادن أخرى مثل البلاتين والنيكل، وقد أدى النقص الحاد لهذا المعدن الى ارتفاع سعره فهو يعد مكونا رئيسيا في أجهزة التحكم في تلوث السيارات والشاحنات.
حيث يذهب حوالي ٨٠% من البلاديوم الذي يتم استخراجه الى داخل أنظمة العادم في السيارات حيث أنه يساعد على تحويل الملوثات السامة الى ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء مما يجعلها أقل ضررا على البيئة وبالإضافة الى أنه يدخل في مجال طب الأسنان وصناعة الالكترونيات والمجوهرات، ومنذ منتصف اغسطس ٢٠١٨ ارتفعت قيمته ليصبح أغلى من الذهب.
لماذا يكون الحصول على البلاديوم أكثر تكلفة؟
ويتم استخراج هذا المعدن في المقام الأول من روسيا وجنوب إفريقيا، وغالبًا يتم استخراجه كناتج ثانوي لعمليات تعدين معادن أخرى مثل البلاتين أو النيكل.
إن العرض على هذا المعدن لا يتناسب مع الزيادة الكبيرة في الطلب عليه، حيث أنه في الآونة الأخيرة ازداد تشديد الحكومات ولاسيما الصين على أنظمة القضاء على التلوث الناتج عن السيارات وهذا يجبر شركات إنتاج السيارات على زيادة شراء هذا المعدن.
وفي أوروبا فإن المستهلكون قد قل إقبالهم على شراء السيارات التي تعمل بالديزل والتي تستخدم البلاتين في أنظمتها وفي المقابل زاد إقبال المستهلك الأوروبي على السيارات التي تعمل بالبنزين والتي تستخدم البلاديوم، وخاصة بعد أن تم الكشف عن أن مصنعي سيارات الديزل قد قاموا بعملية خداع أثناء اختبار انبعاثات السيارات.
لماذا يقل المعروض من البلاديوم؟
إن وضع معدن البلاديوم كمنتج ثانوي لعملية تعدين معادن أخرى مثل البلاتين أو النيكل يجعل مكاسب بيع البلاديوم تتأخر، كما أنه من المتوقع أن تقل الكمية التي يتم إنتاجها من هذا المعدن للعام الثامن على التوالي في 2019م، وهذا ساعد في رفع الأسعار عدة مرات، وفي حين أن بعض المعادن النادرة مازالت أعلى قيمة من البلاديوم، إلا أن قيمة هذا المعدن قد تخطت قيمة الذهب بالفعل.
من هم الفائزون والخاسرون من زيادة أسعار البلاديوم
في حين أن شركة MMC Norilsk Nickel PJSC الروسية هي أكبر منتج للبلاديوم في العالم، إلا أن الارتفاع الأخير يعد خبر جيد بشكل خاص لمناجم البلاتين في جنوب أفريقيا، حيث يقوموا باستخراجه كعنصر ثانوي بجانب معادنهم الأساسية ، ومع انخفاض أسعار البلاتين التي وصلت لأدنى مستوياتها في العقد الأخير ، فإن أسعار البلاديوم قد تعوض هذا النقص وخاصة أن شركات السيارات على استعداد أن تدفع أكثر مقابل هذا المعدن وفي النهاية سيتحمل المستهلك هذه الزيادة في الأسعار.
هل سعر البلاديوم متقلب عادة؟
نعم وليس فقط البلاديوم ، إن معظم المعادن الثمينة التي تستخدم بكميات صغيرة في صناعة السيارات لها تاريخ مع الزيادات الكبيرة في الأسعار عندما يفوق الطلب عليها الكمية المعروضة، على سبيل المثال في العقد الذي تلى عام 1998 ارتفعت أسعار البلاتين بأكثر من 500% حيث جذب انتباه المضاربين.
وارتفع الروديوم بأكثر من 4000% خلال فترة مماثلة قبل أن يجد مصنعوا السيارات طرقًا جديدة لاستخدام كميات أقل من هذا المعدن في التصنيع ، كما أن البلاديوم نفسه قد قفز تسعة أضعاف من أدنى مستوى له في عام 1996م .
هل يمكن لصناعة السيارات استخدام بديل للبلاديوم؟
إلى الأن غير معروف متى سيظهر البديل لهذا المعدن مع أن ارتفاع سعر البلاديوم قد يدفع بعض شركات إنتاج السيارات للبحث عن بدائل لهذا المعدن.
والجدير بالذكر أن الأبحاث التي أجريت حول استخدام البلاتين في محركات التي تعمل بالبنزين أظهرت أن الشركات مازالت تحتاج لتكنولوجيا أكثر تقدمًا لاستبدال البلاديوم بمعدن البلاتين، ووفقًا لمحللون شركة جونسون ماتي التي تنتج المواد الكيميائية والتكنولوجيا، فإن الأمر قد يحتاج إلى 18 شهر على الأقل لتبديل المعدن في المحول، أما بالنسبة لشركة دايملر الألمانية للسيارات فإنهم غير مهتمون بتكاليف هذا المعدن لأنه يستخدم بكمية صغيرة وتمثل تكلفته جزء صغير من التكاليف الكلية ويركزون أكثر على الكهرباء والبطاريات.