منوعات

من بينها الميكروويف ..اختراعات عصرية لكنها اكتشفت بمحض الصدفة

من بينها الميكروويف ..اختراعات عصرية لكنها اكتشفت بمحض الصدفة

يسعى المخترعون باستمرار نحو تطوير وابتكار مشروعات وأفكار جديدة تساهم في خدمة البشرية, ونادراً ما ينجحون من المحاولة الأولى.

والجدير ذكره أنه لا بد من التخريب والتجريب للوصول إلى النجاح, لكن بالمقابل هناك العديد من الاختراعات التي وصلت إلينا وباعتراف مخترعيها أنها وجدت بمحض الصدفة ودون عناء..

وغالبًا ما تكون أفضل طريقة للقيام باكتشاف هو ارتكاب خطأ ما أولاً ، ولكن هؤلاء المخترعين قد حسنوا حياة الملايين من خلال ما يبدو أنه مصادفة عرضية .

اكتشاف الغراء (الجلو )

أدت تجربة أخرى في زمن الحرب إلى تدعيم وقت السلم ، حيث تم اكتشاف الغراء من قبل العلماء في محاولة لإنشاء منظار شفاف للبندقية للحرب العالمية الثانية ، وبدلاً من وضع قطعة شفافة من البلاستيك  ، ابتكروا خلطة تلتصق بكل شئ و لكن هؤلاء العلماء رفضوا هذا المنتج على لأنه عديم الفائدة ، حيث أنه تمسك بكل شيء ، وكان عديم الفائدة لصنع منظار البندقية .

ثم في عام “1951” ، كان الدكتور “هاري كوفر” والدكتور “فريد جوينر” يعملان لحساب “شركة إيستمان” للتوصل إلى بوليمر مقاوم للحرارة للستائر النفاثة ، لقد حدث أنهم أخذوا نفس المادة التي اخترعها العلماء السابقون قبل سنوات ، ولكن ، اعترف هذان العلماء أنه منتج مفيد ، وبحلول عام “1958” ، قامت شركة إيستمان بتجميع وبيع المادة الأولى التي سميت لاحقًا باسم بالغراء .

فرن الميكروويف

كان الدكتور “بيرسي سبنسر” يعمل في مشروع بحث رادار خلال الحرب العالمية الثانية عندما اكتشف اختراع أكثر ملاءمة لوقت السلم .

فأثناء عمله مع “المغنطرون”، وهو أنبوب مفرغ ينتج إشعاع الميكروويف ، لاحظ أن قطعة حلوى كان يضعها في جيبه قد ذابت .

أثار ذلك د. سبنسر و قام  بإضافة ببعض حبات الفشار و بيضة للتأكد ، حيث اكتشف أن إشعاع الميكروويف يطبخ الأطعمة أسرع بكثير من الطهي بالحرارة ، لقد صنع صندوقًا معدنيًا ترك فيه فتحة لدخول أشعة المايكروويف دون أن تخرج و عند وضع الأطعمة داخل الصندوق ، كان قادراً على تركيز أشعة الميكرويف ، وبالتالي طهي الأطعمة بشكل أسرع .

أنتجت الشركة التي كان يعمل بها في ذلك الوقت ، “شركة رايثيون” ، أول فرن ميكروويف تجاري في عام “1954” وأنتجت النسخة المحلية الأولى من قبل شركة رايثيون في عام 1967 ، ثم أصبحت أفران الميكروويف أدوات منزلية وغيرت وجه إعداد الطعام إلى الأبد .

البنسلين

أصبح فليمنج أولًا مهتمًا بمكافحة البكتيريا في فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى ، وعند محاولته علاج الجنود الجرحى أدرك أنه لا توجد طريقة لعلاج بعض أنواع العدوى ، وبعد عودته إلى لندن بعد الحرب ، في ” 3 سبتمبر 1928 “، كان فليمنغ يقوم بتنظيف مختبره الفوضوي من لوحات زجاجية كانت تحتوي على بكتيريا staphyloccus”” لأبحاث أخرى كان يقوم بها .

لاحظ فليمنج أنه لم يكن هناك نمو للبكتيريا حول القالب ، وتوصل إلى أن بعض المواد في القالب كانت تقتل البكتيريا ، و نشر ورقة في عام ” 1929″ عن الآثار المحتملة لما أسماه “البنسلين”. ولكن ، لم يتمكن فليمنغ من مواصلة بحثه حول هذا الاكتشاف الذي يوفّر الحياة لكثير من البشر و ذلك لإنعدام الموارد .

ثم في عام “1938” ، اختار أستاذ علم الأمراض في جامعة أكسفورد ، “هوارد فلوري” ، ورقة فليمينغ في عام 1929 وكان مفتونًا بها ، كان لدى فلورى وباحث  أخر “ايرنست تشاين”، تجربة أكثر مع “البنسلين” واستخدمه العالم بحلول عام  1942 .

ولم تكن المشكلة مع البنسلين أنه لم ينجح بل تم العمل به بشكل خيالي ، ولكن كان من الصعب إنتاجه بكميات كبيرة ، لذلك ابتكر عالم الكيمياء الحيوية بجامعة أوكسفورد ، الدكتور “نورمان هيتلي” ، جهازًا من نونية المرضى(أداة ليتبول بها المريض) والزجاجات التي وجدها في المستشفى وقد نجح في صنع كمية أكبر من البنسلين ، ومع ذلك ، فقد نفد حتى الكم الذي استطاع إنتاجه قبل أن يشفى المريض الذى كان يستخدمه بالكامل .

في” 1944″  سافر هيتلي وفلوري إلى الولايات المتحدة للالتقاء مع كبار علماء الأحياء مع وزارة الزراعة لبدء ما يمكن أن يصبح أول دفعة نحو كيفية إنتاج كميات كبيرة من البنسلين ، وقد أعطت الحرب العالمية الثانية للعالم سبباً ملائماً لإنتاج أكبر قدر ممكن من البنسلين ، وفي يوم 6 يونيو 1944 ، وجدت الحكومات وشركات الأدوية الأمريكية والبريطانية والروسية طرقاً لإنتاج ما يكفي من البنسلين لمعالجة جرح كل جندي من جنود التحالف .

في عام 1945 ، فاز كلا من “Florey و Fleming و “Chain بجائزة نوبل لمساهمتهم في ما أصبح يعرف باسم “العقار الرائع”، على الرغم من عدم وجود تقدير دقيق لعدد الأرواح التي انقذها عقار البنسلين في تاريخه الذي يبلغ 65 عامًا ، لا يوجد سوى مصطلح واحد لوصف “العدد لا يحصى” .

المصدر: البديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى