عامل الميناء الذي تحول الى فرعون يتحدى ملكة بريطانيا …قصة نجاح محمد الفايد
في منطقة رأس التين ، احدى المناطق الشعبية في مدينة الاسكندرية، ولد محمد الفايد لاسرة متواضعة. الأب يعمل مدرساً للغة العربية، والأم ربة منزل.
لا أموال ولا ثروة من نوع خاص ولا ورث ولا تركة ، ولا اي دليل يشير الى مستقبل باهر من اي نوع. البداية ، صفر امكانيات.
مواليد سنة 1933 ( وبعض المصادر تقول انه مواليد سنة 1929 ) ، بدأ محمد حياته وهو طفل صغير كعامل بأعمال شديدة التواضع، حيث بدأ عمله كعامل في ميناء الاسكندرية، ورفع البضائع القادمة من الميناء، ومهن يدوية سريعة أخرى.
كان عمله المبكر سبباً في جعله يحب العمل الشاق. لاحقاً، بحث عن العديد من الفرص ، الى ان وجد فرصة مناسبة للسفر الى السعودية، في ذلك الوقت المبكر.
رجل اعمال منذ صغره
بدأ الفايد في العمل في بعض مجالات تجارة بيع الماكينات الخياطة في السعودية، ثم التحق بوظيفة في شركة تجارة تصدير واستيراد في المملكة. كوّن الفايد رأس مال لا بأس به، وهو في بدايات الشباب، ثم افل عائداً الى مصر.
بسبب حبه الشديد في الميناء، بسبب ذكرياته القديمة في عمله جانب البحر، وبسبب طبيعته الساحلية التي نشأ عليها ، أنشأ الفايد شركة صغيرة تعمل في تجارة الشحن.
بعد بعض الوقت، حقق الشاب نجاحات مميزة، واستطاء أن يشتري سفينتي شحن بضائع كاملتين، تقفان في ميناء الاسكندرية، وتعمل على خط ( جينوا – الاسكندرية – بيروت – اسطنبول ).
حقق الفايد ارباحاً ممتازة في تلك الفترة، الا ان الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن. حدثت ثورة 1952 ، وبدأت مصر في اتخاذ الطابع الاشتراكي بدلاً من الرأسمالي ، وصودرت العديد من الممتلكات.
حتى جاء قرار تأميم الشركات سنة 1961 ، وصودرت كل ممتلكات الفايد الذي خسر كل شيء تقريباً ، الا بعض سفن الشحن التي كانت متوقفة خارج مصر وقتئذ.
الإمارات تناديك !
كان الفايد في تلك الفترة، قد كوّن تصورات كبيرة حول الفرص في المنطقة، بعد ان كانت شركته للشحن في مصر تعمل في كافة أرجاء المنطقة.
انتقل فايد الى لندن لبدء شركته من جديد ، بإستخدام سفن الشحن التي يملكها. حتى حدثت ” الازمة ” التي اتضح بعدها انها فرصة العمر.
أحد سفن الشحن التابعة لشركته اصابها عطل، وجنحت الى قرابة ميناء دبي، في دولة الامارات. في ذلك الوقت، كانت الامارات – بحسب وصفه – صحراء قاحلة لا مميزات فيها ، ومكان لمهربي الذهب وصيادي اللؤلؤ.
سافر الفايد الى الامارات ، لإصلاح سفينته، ثم قالوا له انه يجب ان يذهب لمقابلة الشيخ بنفسه، لان الشيخ كان يقابل الزائرين الجدد بنفسه.
لاحظ الشيخ خليفة بن سعيد نباهة محمد الفايد وعلاقاته العامة المتعددة، فطلب منه أن يقوم بجذب بعض المستثمرين العالميين الى دبي لبناء ميناء دبي، وليتحول هذا الميناء الى ميناء اقليمي لحركة النقل والبضائع.
استغلال الفرصة
مع خبرات الفايد الواسعة وعلاقاته الممتدة، سافر الفايد الى بريطانيا، واستطاع ان يتعاقد مع شركة بريطانية كبرى لبناء ميناء دبي، وحصل مقابل ذلك على عمولة ضخمة.
أعجب الشيخ خليفة بقدرة الفايد على الانجاز والتزامه السريع وعلاقاته الواسعة، فطلب منه مرة أخرى أن يكون وسيطاً في جذب شركات للتنقيب عن البترول في ارض الامارات.
حيث كان يشكو له في تلك الفترة ان كل دول الخليج مليئة بالغاز والنفط، ولم يتم اكتشافه بشكل كبير في الامارات بعد!
سافر الفايد الى المانيا هذه المرة، واستطاع التعاقد مع شركة ألمانية كبرى متخصصة في التنقيب عن البترول ، قامت بالتنقيب عن النفط في ارض الامارات واستطاعت تحديده واستخراجه، مما جعل الفايد يحصل على عمولة كبرى إضافية.
وهو الأمر الذي جعله يستقر في الامارات ويساهم في عدة مشروعات عملاقة مازالت من أضخم المشاريع التي تقف في دبي اليوم.
التوسع العالمي
خلال العقود التالية، كوّن الفايد شبكة علاقات كبرى مع شخصيات شديدة الأهمية في الخليج واوروبا، من أهمها علاقته الوطيدة مع سلطان بروناي.
لاحقاً، عزز الفايد نشاطه في بريطانيا ، فقام بشراء فندق دورشستر الفخم العريق فيها. ثم قام بشراء فندق الريتز في قلب العاصمة باريس ، وايضا اشترى قصر دوق ويندسور الباريسي.
كانت علاقات الفايد بالاسرة المالكة في بريطانيا ممتازة في ذلك الوقت، الامر الذي جعله يشتري سلسلة محلات هارودز ، واحدة من اعرق المحال التجارية في بريطانيا في العام 1983.
بقيت سلسلة هارودز ملكاً للفايد الى ان قام ببيعها الى شركة قطر القابضة في العام 2010 مقابل 1.7 مليار يورو.
لم يكتفي الفايد بهذا فقط ، بل قام بالاستحواذ على نادي فولهام الانجليزي لعدة سنوات طويلة، وقام ايضا بشراء قصور وقلاع كاملة في بريطانيا آلت الى ملكيته، خصوصاً في اسكتلندا الذي وطّد علاقته بأهلها بشكل خاص.
مقتل دودي واشتعال العداء
في العام 1997، تم اغتيال كل من الاميرة ديانا وخطيبها دودي الفايد ابن محمد الفايد في حادث تصادم مروّع، مازال مجهول هوية فاعله، وان كانت كل الاشارات تقول ان العائلة المالكة البريطانية هي المتسببة وراءه، بسبب رفضها أن يكون ابن الفايد قريباً بهذه الدرجة من العرش البريطاني.
منذ مقتله، اشتعل صراع محمد الفايد بالاسرة المالكة، واعتاد أن يسبّهم بأسوأ الألفاظ، خصوصاً الامير فيليب زوج ملكة بريطانيا ، الذي اعتاد الفايد ان يصفه بـ ” ابن الحرام ” و ” بالنازي حتى النخاع “!
في السنوات الاخيرة، كان كل ظهور لمحمد الفايد يدعم فيه انفصال اسكتلندا عن بريطانيا، بل وسعى للترشح لرئاستها معللاً ان اسكتلندا مصرية الاصل – نعم هو قال هذا – ، وأن اسم اسكتلندا مشتق من اسم اميرة فرعونية رحلت اليها في الماضي البعيد.
حتى الآن، يحتفظ رجل الاعمال محمد الفايد بجواز سفره المصري، ويعيش في بريطانيا ، وتبلغ ثروته حوالي ملياري دولار ، وهو على مشارف التسعين من العمر.
ويمتلك 4 طائرات خاصة وقلعة اسكتلندية وعدة قصور في لندن واوروبا ، وايضاً يخت فاخر بلغت قيمته 40 مليون دولار.
رحلة بدأت من عامل في ميناء الاسكندرية، الى رجل اعمال ملياردير أنشأ بهوا فرعونيا ضخماً في بريطانيا ، يسب ملكة بريطانيا ويسيطر على اهم العقارات في بريطانيا وباريس.
رحلة ذكاء وبيزنس ، والكثير – قطعاً – من الدهاء !
# أرسل لنا خبراً أو مقالاً أو عرضاً لشركتك من هنا
# تابع قناتنا على يوتيوب Subscribe من هنا ، فيسبوك من هنا ، تويتر من هنا
المصدر: عرب فاوندرز