لايزال يختلف العلماء في كروية الأرض إلى اليوم حيث قام مؤخراً رجل لا يؤمن بكروية الأرض باقتراح أن تؤخذ مسواة المساح (الزيبق بالدارجة) على متن طائرة لإثبات أن الأرض مسطحة، أي مراقبة ميول المسواة خلال الرحلة وملاحظة أنه معدوم، وبالطبع هذا لن يبرهن على شيء.
ولكن لا يتطلب الأمر الكثير من الذكاء والفطنة لمعرفة حقيقة أن كروية الأرض حيث سنذكر في مقالنا 10 أشياء كانت ستحدث لو كانت الأرض مسطحة فعلياً
الجاذبية Gravity
صورة: قناة TheHUB على يوتيوب
أشهر نقد يُوَجه ضد مدعي الأرض المسطحة هو أننا لا نصل إلى حافة الأرض، فلو أن شخصاً سقط من حافة الأرض إلى الفضاء الخارجي (الذي لا يقرون بوجوده أصلا) لكان هذا بمثابة إثبات على أن الأرض مسطحة، ولكن حتى لو كانت الأرض فعلاً مسطحة فلن يحصل هذا والسبب طبعاً هو الجاذبية التي ستحميك من السقوط عن حافة الأرض.
على أرض مسطحة، سيتعرض الأشخاص الذين يتواجدون في منتصف الأرض لجاذبية مماثلة للتي نتعرض لها الآن، وكلما تحركنا حول الحواف ستزيد صعوبة التقدم كما لو أننا نتسلق تلا شديد الإنحدار، وسبب هذا أن اتجاه الجاذبية يكون نحو مركز الكتلة الجاذبة وفي حالة الأرض الكروية يكون اتجاه الجاذبية نحو مركز الأرض، ولهذا نشعر بأنها تسحبنا للأسفل، ولكن في حالة الأرض المسطحة لو كنت تشق طريقك نحو الحافة سيتم سحبك نحو مركز ”الدائرة“ أي ليس باتجاه الأسفل، وكون هذا لا يحدث ونحن نبقى مستقرين ومشدودين نحو الأرض يثبت أن الأرض كروية.
لحل هذه المعضلة يدعى أصحاب نظرية الأرض المسطحة أن لا وجود للجاذبية على الإطلاق، وأن الأرض تتحرك بسرعة نحو الأعلى بتسارع ثابت.
الجدار الجليدي Ice Wall
الأرض المسطحة
بحسب مجتمع الأرض المسطحة فإنه يوجد جدار جليدي ضخم يحيط بحواف الأرض مما يمنع مياه المحيطات من السقوط عن الأرض، أما ارتفاع هذا الجدار يقدر بحسبهم بما لا يقل عن 50 مترا فوق مستوى سطح البحر، ويقول آخرون أنه أكبر من ذلك بكثير، وهنا تكمن المعضلة بالنسبة لادعائهم، فإذا نظرنا إلى القارة المتجمدة الجنوبية سنجد أن الكتل الثلجية تأخذ عدة أشكال وأحجام فبما يفسرون الفجوات الموجودة ضمن تلك الكتل؟ فلو كنت من مناصري هذا الإدعاء ربما يترتب عليك أن تقوم بدراسة ما بغية التعرف أكثر على هذا الجدار الجليدي الغامض.
الأفق Horizon
ظهور شراع سفينة في الأفق أولا – صورة: قناة TheHUB على يوتيوب
لو كانت الأرض مسطحة سيبقى هنالك أفق بالطبع، حتى أنه لن يكون مختلفاً عما نشاهده الآن.
إذا نظرنا إلى غروب الشمس باتجاه الأفق لن نرى أي انحناء فيه، ولكن هذا لا يعني أن الأرض مسطحة لأن الأرض كبيرة جداً مما يجعل الأفق يبدو كما لو أنها مسطحة (المستقيم هو دائرة نصف قطرها يسعى إلى اللانهاية).
فلو نظرنا إلى الأفق من مستوى سطح البحر لبدى لنا مستقيماً، ولكن لو نظرنا إليه من طائرة على ارتفاع 10,000 متر وكانت السماء صافية للاحظنا بوضوح الإنحناء الموجود في الأفق الناجم عن الشكل الكروي للأرض، ولو أردت التأكد من كروية الأرض وأنت تقف عليها شاهد سفينة قادمة نحو الميناء من الأفق، ستلاحظ أنها ترتفع فوق الأفق شيئاً فشياً من أعلى نقطة إلى أدنى نقطة فيها، في حين أنك ستشاهدها تظهر دفعة واحدة فيما لو كانت الأرض مسطحة، فإذا شاهدت يوماً سفينة تظهر دفعة واحدة فإما أنك موجود على أرض مسطحة أو أنك تشاهد فيلم قراصنة الكاريبي.
الوحدات الزمنية Time Zones
توجد 24 وحدة زمنية على الأرض، كما قد جئنا بهذه الطريقة في حساب الزمن لأن الشمس يمكنها أن تنير جانبا واحدا من الأرض في نفس الوقت، بينما يبقى الجانب الآخر مظلماً، والسبب هو دوران الأرض، ولو استخدمنا نفس الوحدة الزمنية لكل الأرض سيكون وقت الظهر هو في منتصف النهار في أماكن، وفي منتصف الليل أو الصباح في مناطق أخرى، مما سيجعل الأمر مربكاً.
تبعد كل منطقة من هذه المناطق الزمنية 15 درجة على خطوط الطول والمسافة بين منطقتين زمنيتين تكون الأكبر عند خط الإستواء ومعدومة في القطبين، وهذا يعود لكروية الأرض، ولو كانت الأرض مسطحة ولا تدور لكانت الشمس تتحرك فوق الأرض بشكل مستقيم جيئة وذهاباً، وهذا يعني أنه على الرغم من وجودك في منطقة مظلمة ستظل قادراً على رؤية الشمس في الأفق تضيء المناطق الأخرى.
في الحقيقة، ولحل هذه المعضلة، فإن أتباع ادعاء الأرض المسطحة يدعون بأن الشمس تدور ببطئ في حلقة حول القطب الشمالي (الذي يقع في منتصف الأرض) وكأنها بقعة ضوء تمسح الأرض.
الظلال
صورة: قناة TheHUB على يوتيوب
الظلال كانت ستبدو مختلفة جداً لو أن الأرض كانت مسطحة، وهذا الأمر تسهل ملاحظته في أي مكان، لأن الأرض بعيدة جداً عن الشمس يمكن اعتبار أشعتها بأنها تصل موازية لبعضها البعض.
إذا وضعت عصاتين متطابقتين بالطول بأي بقعتين على الأرض ستشكلان ظلين مختلفين في الطول اعتمادا على كيفية ورود الضوء إليها، فبسبب الإنحناء في سطح الأرض فإن ضوء الشمس سيمر على كلا العصاتين بشكل مختلف إذا كانتا تبعدان عن بعضهما مسافة كافية.
في الحقيقة، استخدم علماء الفلك الأوائل هذه الطريقة من حوالي 250 سنة قبل الميلاد لتقدير محيط الأرض، ولو كانت الأرض مسطحة لخلفت أي عصاتين متساويتي الطول نفس الظل مهما كانتا بعيدتان عن بعضهما، فلولا انحناء الأرض لضربت الشمس كل الأشياء الموجودة على الأرض بنفس الطريقة، وإذا لاحظنا الساعة الشمسية سنرى أن طول واتجاه الظل الذي تخلفه العصا سيتغير حسب وقت النهار، ولو كانت الأرض مسطحة لبقي الظل ثابتاً.
لحل هذه المعضلة أيضا قام مدعو تسطح الأرض بتعديل حجم الشمس (بجعل قطرها لا يتعدى 50 كيلومترا) ومسافتها عن الأرض (بجعلها بضعة آلاف من الكيلومترات) وحركة دورانها (بجعلها دارية حول القطب الشمالي المفترض على خريطتهم) لجعلها تتناسب مع مقدار الظلال الذي تنتجه العصاتان.
القمر The Moon
صورة: قناة TheHUB على يوتيوب
قمرنا معروف بالنسبة للبشر بشكل جيد وقد زاروه في عدة مناسبات، والقمر هو دليل هام على كروية الأرض.
لقد راقب علماء الفلك اليونانيون حالات القمر حيث وصلوا إلى نتيجة أننا ننظر إليه من كوكب كروي.
فلو كانت الأرض مسطحة، يمكننا أن نرى جوانب مختلفة من القمر بحسب وجودنا على الكوكب، فلو كان شخص ما في ”كيبيك“ في ”كندا“ لاستطاع رؤية القمر بدراً أي الجانب المنير للقمر، ويمكن لشخص آخر يقف في نفس الوقت في ”تشيلي“ رؤية القمر هلالاً أي الجانب المظلم منه، وجزء من القسم المنير.
السفر إلى الفضاء Space Travel
مؤامرة ناسا – صورة: قناة TheHUB على يوتيوب
إن ما يقوله أتباع فرضية الأرض المسطحة أن ناسا وبقية وكالات الفضاء هي فقط جزء من المؤامرة الضخمة التي تدعى ”الأرض الكروية“، وأنهم يقومون بنشر صور وفيديوهات مزيفة للترويج لأجندتهم، ولكن ما هو الهدف الذي ستحققه هذه الوكالات من نشر فرضية علمية زائفة؟
أحد التبريرات هو أنهم يسعون لإظهار أنفسهم على أنهم متقدمون علمياً عما هم في الحقيقة (أو للتآمر على دين حنيف مثلاً).
ونتائج هذا الإدعاء مضحكة للغاية، فهم يدعون أن الصور المأخوذة للأرض توضح بأن شكل الأرض هو كطبق كبير دائري الشكل وليس كروياً.
حسناً، يمكن أن يكون هذا الإدعاء صحيحاً لو كنا نملك فقط صورة واحدة للأرض، ولكن لدينا صور عديدة للأرض من زوايا مختلفة، ومع ذلك فلو كانت الأرض فعلاً مسطحة لكانت الصور المأخوذة من الفضاء مختلفة تماماً، فاعتماداً على الزاوية ستجد أن شكل الأرض في الحقيقة ليس كالقرص، ولكان أسهل بكثير الهبوط على سطح القمر بما أن ”المسطحين“ يدعون بأن القمر يبعد عن الأرض بضعة آلاف من الكيلومترات، ولو أنه يتواجد على هذا القرب (هو والشمس) لا يمكن أن يكون قطره أكبر من 50 كيلومترا.
النجوم والكواكب Stars and Planets
كانت الأبراج (تشكيلات النجوم) في الليل ستبدو مختلفة بشكل كبير لو كانت الأرض مسطحة، بسبب دوران الأرض يرى الناس حول العالم أبراج وتشكيلات النجوم بشكل مختلف، وهذا الأمر سيكون مستحيلاً لو كانت مسطحة ولكنا ننظر دائماّ إلى تشكيلات ثابتة للنجوم.
حتى أن أرسطو لاحظ خلال أسفاره أن تشكيلات النجوم كانت مختلفة بين المناطق المختلفة، وعلى مستوى مسطح من المستحيل جغرافياً أن تجد تشكيلتين مختلفتين تماماً تدوران حول قطبين مختلفين، بالإضافة إلى ذلك من غير المرجح أن نكون الكوكب الوحيد غير الكروي في النظام الشمسي.
تقوم الجاذبية بتجميع الغبار الكوني مشكلةً الكواكب، ولكن لو افترضنا أن الجاذبية تعمل بشكل مختلف، بطريقة يمكنها أن تشكل كواكب مسطحة لوجدنا كواكب مسطحة أخرى غير الأرض، ولو أننا على كوكب مسطح لكانت جميع كواكب المجموعة الشمسية مسطحة أيضاً بالإضافة إلى الشمس.
الوزن Weight
عادةً ما نفكر في الوزن على أنه ذلك الرقم الذي يظهر على شاشة الميزان لدى وقوفنا عليه، ولكن ما هو الوزن فعلياً؟ إن الوزن هو قياس شدة الجذب الذي تطبقة الجاذبية على الكتلة، ولهذا السبب تشعر بأنك أخف وزناً على سطح القمر.
نحن نعلم أن الوزن يبقى ثابتاً على الأرض أينما ذهبنا لأن الكتلة الجاذبة هي ذاتها، ولكن في الحقيقة لو كانت مسطحة لاختلف الوزن إعتماداً على مكان وجودك على سطح الكوكب.
ذكرنا قبل قليل أن الأرض ستشدك باتجاه المركز إذا كنت على الحافة وهذا يعني أن كتلتك ستكون أكبر هنا.
الجانب الاجتماعي Social aspect
صورة: قناة TheHUB على يوتيوب
هناك جانب آخر مهم فيما لو كانت الأرض مسطحة وهو التأثير الاجتماعي، ادعى ”المسطحون“ على مدى عدة سنوات أن الصور والحكومة الأمريكية وحتى ناسا كلها مصادر غير موثوقة، وبما أننا رأينا الكثير من الصور للأرض الكروية المنتجة من قبل ناسا سيكون للأمر عواقب وخيمة لو تم إثبات كذب ناسا، ولكان قد علم الجميع بكذبهم وهذا الأمر من الممكن أن يتسبب بحرب، فالعديد من الأفكار والنظريات العلمية مبنية على كيفية تأثير الجاذبية على أرضنا الكروية، وسيكون علينا مراجعة كل اكتشاف نتج عن هذه الأكاذيب مما سيتسبب باضطراب كبير في الأوساط العلمية. وكان علينا إعادة مراجعة جميع أوراقنا العلمية بدءا من القرون الوسطى وصولا إلى يومنا هذا.
نهاية ً مهما كنا على إيمان ويقين بكروية الأرض فليس من الخطأ أن نتخيل أنها مسطحة ونتخيل ماذا سيحدث لو كانت الأرض مسطحة حتماً سيكون هذا التخيل ممتع وخيالي..
المصدر: دخلك بتعرف