“يبتلـ.ـع كتلة بحجم الأرض كل ثانية” .. اكتشاف الثقب الأسود الأسرع نموا في الكون
توصل علماء الفلك إلى اكتـ.ـشاف ثقب أسود ضخم ينمو بسرعة كبيرة لدرجة أنه يلمـ.ـع أكثر بـ7000 مرة من مجرة درب التبانة، ويبتلع في كل ثانية كمية من المواد تعادل كتلة الأرض.
ويعتقـ.ـد العلماء أن هذا الثقب هو الأسرع نموا بين جميع الثقوب خلال التسعة مليارات سنة الماضية.
وتـ.ـصدر الثقوب السوداء اشعاعات تعرف علميا بالكوازارات وهي ألمع الأجسام الفردية في الكون.
وأُطلق على الثقب الأسود الضخم، الذي اكتشف من قبل مرصد Siding Spring في أستراليا، اسم SMSS J114447.77-430859.3
ويشير تحليل لخصائصه إلى أن الضوء الناتج عن تغذيته قد قطع حوالي 7 مليارات سنة ضوئية للوصول إلينا، وأنه أكبر من كتلة الشمس بحوالي 2.6 مليار مرة.
ورغم حجمه الضخم، لم تتمكن الاستطلاعات السابقة من ملاحظته نظرا لموقعه، 18 درجة فوق مستوى المجرة، اذا كانت تقترب من مستوى 20 درجة كحد أقصى.
تجدر الإشارة إلى أن الثقوب السوداء الأخرى ذات الحجم المماثل توقفت عن النمو منذ مليارات السنين، لكن هذا الثقب المكتشف حديثًا لا يزال يزداد حجمًا.
إنه الآن أكبر بـ500 مرة من *Sagittarius A ، الثقب الأسود الهائل في قلب مجرة درب التبانة.
المصدر: وكالات
اقرأ أيضاً: فلكيون يكشفون أول صورة للثقب الأسود في مجرّة “درب التبانة”
أثبت فريق دولي من علماء الفلك الخميس بالصورة وجود ثقب أسود هائل في قلب مجرتنا يحمل اسم “ساجيتاريوس أي*”، بعد ثلاث سنوات من نشر أول صورة لثقب أسود يقع في مجرة بعيدة.
ويذكّر “ظل” الثقب الأسود على قرص مضيء من المادة بالثقب الأسود في المجرة البعيدة “أم 87″، وهي أكبر بكثير من مجرتنا درب التبانة.
ويرى العلماء في ذلك دليلاً على أن آليات الفيزياء عينها تعمل في صلب نظامين من أحجام مختلفة للغاية.
وأعلن مدير مشروع “أي أتش تي” هويب يان فان لانغيفيلدي خلال مؤتمر صحافي في مدينة غارشينغ الألمانية على وقع التصفيق “يمكنني أن أريكم صورة الثقب الأسود ساجيتاريوس أي * في وسط المجرة”.
من الناحية الفنية، لا يمكن رؤية ثقب أسود، لأن هذا الجسم كثيف جداً وقوة جاذبيته قوية لدرجة أنه لا يمكن حتى للضوء الهروب منه. لكن يمكن ملاحظة المادة التي تدور حوله قبل ابتلاعها.
وأوضحت سارة إيسسون من مركز هارفرد للفيزياء الفلكية “لدينا دليل مباشر على أن هذا الجسم عبارة عن ثقب أسود”، موصفة “سحابة الغاز (حول الثقب الأسود) التي تنبعث منها موجات الراديو والتي لاحظناها”.
وتكون الثقوب السوداء نجمية عندما يكون لها كتلة توازي بضع شموس، أو ضخمة للغاية عندما يكون لها كتلة من ملايين أو حتى مليارات الشموس.
وتوازي كتلة “ساجيتاريوس أي*” (أو “اس جي آر أي *”) الذي يعود أصل تسميته إلى اكتشافه في اتجاه كوكبة القوس، حوالى أربعة ملايين شمس وتبعد 27 ألف سنة ضوئية عن الأرض. وتم افتراض وجودها منذ عام 1974، مع الكشف عن مصدر راديوي غير عادي في مركز المجرة.
وكانت “أي أتش تي”، وهي شبكة دولية من ثمانية مراصد فلكية راديوية، جلبت عام 2019 الصورة التاريخية لـ”أم 87 *”، وهو ثقب أسود فائق تبلغ كتلته ستة مليارات كتلة شمسية في مجرته المسماة “ميسيه 87” الواقعة على بعد 55 مليون سنة ضوئية.
الثقب الأسود المسمى “ساغيتارياس إيه” هو ثاني ثقب أسود يتم تصويره على الإطلاق.
وبفضل كتلته الشمسية البالغة أربعة ملايين، يُصنف “أس جي آر أي*” بأنه خفيف للغاية في مجموعة الثقوب السوداء الفائقة الكتلة.
وقال العالم في مشروع “أي اتش تي” جيفري باور، من معهد “أكاديميا سينيكا” التايوانية، “لقد حسنت هذه الملاحظات غير المسبوقة بشكل كبير فهمنا لما يحدث في مركز مجرتنا”.
في تسعينيات القرن الماضي، رسم علماء الفلك خرائط لمدارات ألمع النجوم بالقرب من مركز مجرة درب التبانة، ما يؤكد وجود جسم مضغوط فائق الكتلة هناك، وهو عمل نال أصحابه بفضله جائزة نوبل في الفيزياء عام 2020.
ويحمل الثقبان الأسودان “أس جي آر أي*” و”أم 87*” أوجه تشابه مذهلة، على رغم أن الأول أصغر بألفي مرة من الثاني.
وقالت سيرا ماركوف، الرئيسة المشاركة لمجلس “أي أتش تي” العلمي والأستاذة في جامعة أمستردام “قرب أطراف هذين الثقبين الأسودين، التشابه مذهل”.
وقد تصرف كلاهما بحسب نظرية أينشتاين للنسبية العامة عام 1915، التي تلحظ أن قوة الجاذبية ناتجة من انحناء المكان والزمان، والأجسام الكونية تغيّر هذه الهندسة.
على الرغم من كون “أس جي آر أي *” أقرب إلينا كثيراً، إلا أن تصويره يحمل تحديات فريدة.
ويتحرك الغاز الموجود بالقرب من الثقبين الأسودين بالسرعة نفسها، بمستوى قريب من سرعة الضوء. ولكن بينما استغرق الأمر أسابيع للدوران حول “أم 87 *”، استغرقت الجولات حول “أس جي آر أي *” دقائق معدودة.
وقد تغير سطوع الغاز حول “أس جي آر أي *” ونمطه بسرعة خلال مراقبة الفريق له، بما “يشبه إلى حد ما محاولة التقاط صورة واضحة لجرو يطارد ذيله بسرعة”، على ما قال العالم في “أي أتش تي” تشي كوان تشان من جامعة أريزونا.
وتعين على الباحثين تطوير أدوات جديدة معقدة لاستخدامها في مراقبة الأهداف المتحركة.
والصورة التي حصل عليها الفريق إثر جهود أكثر من 300 باحث في 80 دولة على مدى خمس سنوات، هي نتيجة تجميع صور كثيرة عن الثقب الهائل في مركز المجرة.
ويتوق العلماء حالياً إلى مقارنة الثقبين الأسودين لاختبار النظريات حول كيفية تصرف الغازات حولهما، وهي ظاهرة غير مفهومة جيداً يُعتقد أنها تلعب دوراً في تكوين النجوم والمجرات الجديدة.
ومن شأن استكشاف الثقوب السوداء، على وجه الخصوص مراكزها الصغيرة والكثيفة بشكل غير محدود لدرجة تتعطل فيها معادلات أينشتاين، أن يساعد علماء الفيزياء على تعميق فهمهم للجاذبية وتطوير نظرية أكثر تقدماً بشأنها.
المصدر: أ.ف.ب