كان لهجـ.ـرة الشباب السوري مع بداية الأزمة السورية الى بلاد المهجر ولاسيما أوروبا وأميركيا نتائجا كثيرة ومتنوعة..
فبالإضافة الى أنها كانت سبيلا لهؤلاء الشباب لإيجاد مكان يبنون فيه مستقبلهم ويحققون فيه أحلامهم ويظهرون في ابداعهم وقدراتهم الكبيرة في شتى المجالات..
كانت أيضا عامل نجاة لعوائلهم وأهلهم الذين قرروا البقاء في بلادهم او لم يتمكنوا من الهجرة لسبب من الأسباب.
فلقد أصبحت الحوالات الخارجية التي يرسلها هؤلاء المغتربين دخلا يكفي هذه العوائل ويجنبها مرارة العوز والفقر في ظل الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد بعد طول سنوات هذه الأزمة والغلاء المستمر..
بل وأصبحت هذه الحوالات مصدرا رئيسيا للقطع الأجنبي للحكومة السورية..
ولكن التخبط وعدم الاستقرار في قيمة الليرة السورية يزداد يوما بعد يوم في ظل وجود أكثر من سعر رسمي للصرف، بالإضافة الى سعر الصرف المتداول في نشرات السوق السوداء.
وقد بدا التخبط واضحاً في الأيام القليلة الماضية، لاسيما حين نشرت شركة “الهرم” للصرافة والحوالات والمرخصة رسمياً في سوريا، سعر صرف لليرة السورية أمام الدولار أعلى من سعر الصرف المتداول في السوق السوداء أو “السوق الموازي” كما يفضل أن يسميه البعض.
وتشير مصادر محلية إلى أن البنك المركزي السوري لديه توقعات وفقاً للخبراء لديه، بأن سعر صرف الليرة السورية من الممكن أن يسجل انخفاضات متتالية أمام الدولار الأمريكي.
خاصةً وأن معدلات التضخم ترتفع بشكل شبه يومي في البلاد دون قدرة الحكومة على إيجاد حلول حتى وإن كانت حلول إسعـ.ـافية مؤقتة.
ما سبق، فتح الباب على مصراعيه أمام العديد من التساؤلات والتكهنات حول مستقبل سعر صرف الليرة السورية وإلى أين يتجه الاقتصاد السوري في الوقت الذي تشير فيه معظم التحليلات والبيانات إلى أن العالم مقبل على أزمة اقتصادية غير مسبوقة خلال الأشهر المقبلة.
وفي ضوء ما سبق، يشير معظم الخبراء المطلعين على الواقع الاقتصادي في سوريا وتقلباته خلال السنوات الماضية، إلى أن ما يعيشه الاقتصاد السوري حالياً لا شيء وأن الأسوأ لم يأت بعد.
ويرجح الخبراء أن تشهد السوق السورية ارتفاعاً صاروخياً في أسعار مختلف المواد والسلع، مرجعين ذلك إلى البيانات التي تشير إلى ظهور بوادر أزمـ.ـة غذاء عالمية لم يشهدها التاريخ في السابق.
وضمن هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي والدكتور المحاضر في جامعة تشرين “حيان سلمان”: أنه ليس بمقدور أي اقتصادي أن يحدد معدل التضخم في سوريا في الوقت الحالي، كون ظروفها تختلف عن ظروف الدول الأخرى”، وفق تعبيره.
وأضاف: “ولكن ما دام توصيف التضخم واضح , فلابد من أن تكون أدوات العـ.ـلاج عبر العمل على استثمار كل الطاقات المتاحة في البلاد، وفي مقدمتها الإنتاج لتجنب إدارة النقصان التي ولّدت التضخم وولّدت تضخم ارتفاع سعر الصرف”.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن حكومة البلاد ومن أجل مواجهة التضخم عليها أن تزيد من الإنتاج الزراعي وأن لا تترك متر مربع واحد بالإمكان استغلاله إلا وتستغله، وذلك بالتزامن مع التركيز على استغلال كافة الطاقات الإنتاجية المتاحة في البلاد.
ولفت “سلمان” خلال لقاء إذاعي مع إحدى الإذاعات المحلية أن معدلات البطالة في سوريا كانت قبل عام 2011 نحو 8.2 بالمئة، أما في الوقت الحالي فقد ارتفعت إلى نحو 43 بالمئة، مشيراً إلى أنه ومن أجل مكافحة التضخم لا بد من التوجه نحو زيادة القاعدة الإنتاجية والتشبيك بين الزراعة والصناعة.
وختم الخبير الاقتصادي حديثه محذراً من أن العالم ككل بما فيه سوريا مقبل على أزمة غذائية لم يشهد التاريخ مثيلاً لها، مضيفاً بالقول: “سنشهد قبل نهاية هذا العام ارتفاع بالأسعار وما نعيشه حالياً لا شيء”.
وفي خاتمة المقال نتساءل هل من معجزة ستحدث لتخلص الشعب السوري مماهو فيه؟
المصدر: طيف بوست