معدن جديد يضاهي الذهب في قيمته وأكثر أمانا للمستثمرين مما قد يشكل ثـ.ـورة في عالم المال
منذ أن عرف الإنسان قيمة الأشياء ومبدأ التعامل بمبادلة المادة بثمنها المادي وجد أن معدن الذهب من أثمن الأشياء والمعادن التي عرفها واكتشفها الإنسان لخصائصه الكثيرة..
ورغم تطور الإنسان اقتصاديا مع مرور الزمن وظهور الكثير من العملات التي اختلفت باختلاف الدول واختلفت قيمتها تبعا لقوة اقتصاد هذه الدولة أو تلك, بقي الذهب محافظا على مكانته عالميا من حيث القيمة والأمان السعري.
الذهب الذي وجد فيه الكثير من جامعي الثروات ملاذا آمنا لحفظ قيمة ثرواتهم ولكن يبدو أن هذه المكانة باتت خلال السنوات القليلة الماضية مهـ.ـددة بالمنافسة من معدن جديد وثمين يضاهي الذهب قيمة واكثر أمانا للاستثمار..
وبالرغم أنه تم اكتشاف هذا المعدن منذ عام 1803 إلا أن بريقه زاد لمعانه في عيون المستثمرين خلال الأربع سنوات الماضية، وذلك عقب تحقيقه طفرات سعرية قياسية، حتى أصبح أغلى من الذهب نفسه.
ما هو البلاديوم ولماذا بات يهدد الذهب وباقي النفائس مؤخراً؟
وصل سعر البلاديوم إلى أعلى مستوى له بالتاريخ في 27 شباط/فبراير الماضي مسجلا 2882.11 دولارا للأوقية، مقابل 1661.40 دولارا لأوقية الذهب في نفس اليوم.
العناصر الستة في مجموعة البلاتينيم التي عرف عنها أنها عوامل حفازة ممتازة لزيادة سرعة التفاعلات الكيميائية.
كما أن الذهب يعد معدن ثانوي بمعنى أنه يتم استخراجه من عمليات تعدين البلاتينيوم والنيكل، وله خصائص فيزيائية مهمة جدا يتم الاستفادة منها في تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 90 بالمئة.
ويتم استخدام نحو 80 بالمئة من إنتاج البلاديوم في صناعة السيارات لتقليل الانبعاثات الكربونية الصادرة من عوادم السيارات، كما يتم استخدامه كذلك في صناعات عديدة
منها: “الإلكترونات، طـ.ـب الأسنان، التطبيقات الكيميائية، المجوهرات (لذلك يطلق عليه الذهب الأبيض)، معالجة المياه، وعدد من المنتجات الصناعية الأخرى).
ويكتسب أهمية البلاديوم إلى جانب خصائصه وتعدد استخداماته من ندرته، فوفقا لموقع “investing.com” انخفضت مخزونات البلاديوم الموجودة فوق سطح الأرض بمقدار 5.3 مليون أونصة (165 طن)، أو حوالي 30 بالمئة منذ عام 2010.
الجدير بالذكر أن شركة الاستشارات المتخصصة بالمعادن (متلز فوكس) تتوقع أن يبلغ النقص في البلاديوم 124 ألف أونصة (3.9 طن) في العام الحالي.
مشيرة إلى أن هذا سيكون أقل مستوى عجز في سوق البلاديوم، منذ أن كان السوق في فائض لأخر مرة في عام 2011. وفي عام 2016 بلغ العجز 1.29 مليون أونصة.
ومع تشديد الاتحاد الأوروبي شروطه للحد من الانبعاثات الضارة وخاصة المتعلقة بعوادم السيارات، وخاصة في 2015 بعد فضيحة تلاعب شركة “فولكس فاغن” الألمانية لتصنيع السيارات في التلاعب بقياس نسبة عوادم السيارات وتزييف البيانات الخاصة بذلك زاد الطلب على البلاديوم شكل كبير لدخوله بشكل أساسي في صناعة محركات السيارات، ما دفعه المعدن الأبيض لتحقيق طفرات سعرية قياسية.
وتقوم شركات السيارات العالمية بطلاء المحول الحفاز أو (catalytic converters) بطبقة رقيقة من البلاديوم الذي يعمل عند احتراق الوقود على خفض معدلات عوادم أول أوكسيد الكربون وأوكسيد الآزوت وثاني أوكسيد الأزوت قبل طردها عن طريق نظام العادم إلى خارج السيارة في شكل ماء وثاني أكسيد الكربون.
“كنز معرض للسـ.ـرقة”
ويذكر أنه” شهدت بعض مدن أوروبا والولايات المتحدة ارتفاعا ملحوظا في حالات سـ.ـرقة المحولات الحفازة في 2019، للحصول على معدن البلاديوم بعد إعادة تدوير هذه المحولات ذلك بحسب موقع “يورونيوز
وسجلت السلطات في ولاية فيرجينيا الأمريكية أكثر من 15 حالة سرقة لمحولات حفازة من سيارات تركت في الشوارع خلال شهرين فقط العام الماضي،
كذلك سجلت الشرطة البريطانية عدد من عمليات سرقة سيارات مثل بي إم دبليو وأودي وفولكس فاغن التي تعد الأكثر تزودا بمعدن البلاديوم، الذي يباع في أسواق الخردم بأسعار تصل إلى نحو 400 دولار.
وتحتوي السيارات الصغيرة والشاحنات الخفيفة، بحسب الموقع، على 2 إلى 6 جرامات من معدن البلاديوم، أما السيارات ذات الدفع الكلي التي تنتج معدلات أكبر من العوادم فيبلغ ما تحويه نحو أونصة كاملة من البلاديوم أي نحو 31.1 جراما.
في هذا السياق تداولت مواقع إعلامية بريطانية شريط فيديو للص ملقام بسرقة المحول في وضع النهار وعلى الطريق العام مسببا ازدحاما مروريا، دون أن يعير بالا للمحيطين به أو بحركة السير الخانقة التي تسبب بها،
وما إن أنهي “عمله” حتى عاد أدراجه وركب سيارته التي ركنها قرب السيارة المسروقة، وسط ذهول وحيرة من مصور الفيديو.
أما في ولاية ميسوري الأمريكية، وضع لصوص أنظارهم على الشاحنات. تم أخذ أجهزة مكافحة التلوث من حوالي 20 شاحنة متوقفة في موقع واحد على مقربة من سانت لويس في وقت سابق من هذا الشهر،وهو اختيار ذكي لأن السيارات الكبيرة تستخدم المزيد من المعادن البلاتينية في محولاتها.
كبار المنتجين
وفقا لموقع “أرقام” تعد روسيا وجنوب أفريقيا وكندا والولايات المتحدة وزيمبابوي أكبر خمس دول منتجة للبلاديوم في العالم حيث أنتجت روسيا 81 طنا متريا من البلاديوم عام 2017، بينما أنتجت جنوب أفريقيا 78 طنا وكندا 19 طنا وأميركا 13 طنا، وزيمباوي 12 طنا، وفق المصدر ذاته.
ويذكر أن شركة «نوريلسك نيكل» الروسية تحتل المرتبة الأولى بين أكبر منتجي البلاديوم على مستوى العالم، فهي تمثل 39 بالمئة من الإنتاج العالمي.
طرق الاستثمار في البلاديوم
يقول محللون ومختصون إن هناك عدة طرق للاستثمار فى البلاديوم، منها: شراء سبائك من البلاديوم،أو الاستثمار في العقود الآجلة للبلاديوم التي يتم تداولها في بورصة نيويورك التجارية وبورصة طوكيو للسلع الأساسية.
أو الاستثمار في الصناديق المتداولة للبلاديوم، وهى صناديق استثمار مفتوحة مدعومة بسبائك من البلاديوم، أو شراء أسهم فى شركات تعدين البلاديوم (الشركات التي تعمل فى مناجم استخراج البلاديوم وإنتاجه).
وفي خاتمة المقال هل تفكر باستبدال مدخراتك من الذهب بالبلاديوم؟
المصدر: وكالات