بشكل مباشر وللمرة الأولى ..رصد رياح نجمية من 3 نجوم شبيهة بالشمس
يبدو أن علماء الفلك باتوا قريبين من فهم عملية تطور النجوم الشبيهة بالشمس على نحوٍ أفضل، وبالتبعية فهم شمسنا الدافئة، وفق دراسة نشرتها دورية “نيتشر
أسترونومي” (Nature Astronomy).
ووفق الدراسة، فقد تمكن فريق بحثي بقيادة كريستينا كيسلياكوفا -الباحثة بقسم الفيزياء الفلكية في جامعة فيينا- من رصد الرياح النجمية الصادرة من
ثلاثة نجوم شبيهة بالشمس بشكل مباشر لأول مرة.
تقول “كيسلياكوفا” في تصريحات لـ”نيتشر ميدل إيست”: منذ أكثر من 20 عامًا، اقترح العلماء إمكانية دراسة الرياح الصادرة من النجوم الأخرى عن طريق تسجيل انبعاث الأشعة السينية من الأغلفة الفلكية، ومع ذلك، لم يكن بمقدورهم في ذلك الوقت سوى اقتراح
البحث عن هذه الانبعاثات.
وقام الباحثون بتحليل انبعاثات الأشعة السينية الصادرة عن الأغلفة الخارجية للنجوم الثلاثة، التي تشبه الغلاف الشمسي لنظامنا الشمسي إلى حدٍّ كبير، ما ساعدهم على
قياس معدلات فقدان كتلة النجوم بدقة عالية.
والأغلفة الفلكية عبارة عن فقاعات بلازما ساخنة جدًّا تنفخها الرياح النجمية في الوسط البينجمي، وهو مساحة مليئة بالغبار والغاز الساخن الذي يتم دفعه إلى الوسط النجمي بواسطة الرياح النجمية عالية السرعة، التي تتكون بشكل أساسي من البروتونات والإلكترونات الصادرة من النجم، وتحتوي الرياح النجمية أيضًا على كميات صغيرة من عناصر مثل الأكسجين والكربون، تتفاعل مع إلكترونات الوسط المحيط بالنجم وتنبعث
منها الأشعة السينية، التي يلتقطها العلماء على الأرض.
ولطالما واجه العلماءَ تحدٍّ كبيرٌ في دراسة تلك الفقاعات النجمية الهائلة بسبب حاجتهم إلى التمييز بين انبعاثات الأشعة السينية الصادرة عن الأغلفة الفلكية وتلك الصادرة عن النجوم نفسها.
تقول “كيسلياكوفا”: تمكنَّا من دراسة الأغلفة الخاصة بثلاثة نجوم هي “70 الحواء” (70 Ophiuchi)، و”إبسيلون النهر” (epsilon Eridani)، و”61 الدجاجة” (61 Cygni)، وقمنا بتقدير معدلات فقدان كتلة هذه النجوم بـسبب فقدانها للرياح النجمية، وتبين أنها تساوي بين قرابة 10 و66 مرة ضِعف معدل فقدان الكتلة الشمسية.
ويعني ذلك أن الرياح الخاصة بتلك النجوم أقوى بكثير من الرياح الشمسية، الأمر الذي يرجح أن المجال المغناطيسي لهذه النجوم أقوى من المجال المغناطيسي للشمس.
تضيف “كيسلياكوفا”: يمكن أن تساعدنا هذه النتائج على فهم عمليات تطور النجوم والكواكب الناشئة في محيطها؛ لأنه كلما زادت سرعة دوران النجم، كان النجم أكثر
نشاطًا في إنتاج الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية الشديدة، والتي لها آثار مباشرة على الأجواء الكوكبية بحيث يمكن أن تجعل الكوكب يفقد غلافه الجوي تمامًا.
المصدر: Nature Middle East