اكتشاف أول فوهات مائية حرارية بمنطقة جبل حطيبة
الكاميرات المثبتة على الغواصات ساعدت الباحثين على رؤية الفوهات البحرية
KAUST
Enlarge image
بعد دراسة امتدت لأكثر من 10 سنوات، اكتشف باحثون من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) 14 فوهة مائية حرارية بمنطقة جبل حطيبة، وهو بركان رئيسي في صدع البحر الأحمر.
ووفق الدراسة التي نشرتها دورية “كوميونيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت”، استعان الباحثون بكاميرات
مثبتة على غواصات يتم تشغيلها عن بُعد لرصد الفوهات المائية على عمق ألف متر تحت سطح البحر الأحمر بين عامي 2022 و2023.
تقول فروكيه فان دير زوان، الأستاذ المساعد في هندسة وعلوم الأرض بقسم العلوم والهندسة الفيزيائية، وقائدة فريق البحث: “الفوهات المائية هي ينابيع ساخنة تنتجها البراكين تحت الماء عند حدود الصفائح التكتونية”.
تضيف “زوان” في تصريحات لـ”نيتشر ميدل إيست”: “رسمنا خرائط لـ٤٥ فوهة في منطقة جبل حطيبة غطت 1.6كيلومتر مربع، وكانت الفوهات الـ14 التي لوحظت
على نحو مباشر وهي تنفث المياه الساخنة بشكل نشط تختلف تمامًا عن مثيلاتها الأخرى في تلال وسط المحيط بجميع أنحاء العالم، التي يقتصر نشاطها في كثير من الأحيان على بقعة أصغر”.
فريق الباحثين بقيادة فروكيه فان دير زوان
Enlarge image
الكاميرات المثبتة على الغواصات ساعدت الباحثين على رؤية الفوهات البحرية، وأخذ عينات بيولوجية وجيولوجية لتحليلها، وتحديد أنواع الصخور والمجتمعات الميكروبيولوجية الموجودة فيها.
وتمثل هذه الفوهات نموذجًا مثاليًّا لدراسة الحياة في عصر ما قبل الكمبري، وهي أقدم فترة زمنية من تاريخ الأرض، وفق الدراسة.
تقول “زوان”: ربما كانت المجتمعات المكروبيولوجية مختلفةً آنذاك، لكن فهم العلاقة بين رواسب الحديد والمجتمعات الميكروبيولوجية في البحر الأحمر سيساعدنا -مستقبلًا- على معرفة المزيد عن الحياة في عصر ما قبل الكمبري.
وتتابع: ظروف مياه البحر الأحمر المالحة الدافئة في الأعماق أقرب إلى ظروف المحيط في عصر ما قبل الكمبري، ووجود بعض الحيوانات الكبيرة بالقرب من الفوهات يؤكد أن هذه المجتمعات الميكروبية قد توفر أدلةً حول كيفية تشكُّل الحياة وتكيُّفها لأول مرة في أعماق البحار.
المصدر: Nature Middle East