تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وتجتهد كباقي الدول المتقدمة، لنيل أولوية الاكتشافات الفضائية.
وإن أكثر ما يثير فضول علماء الفضاء والعديد من الأشخاص اليوم، هو كوكب المريخ الذي تم الإعلان مؤخراً عن اكتشاف جديد فيه.
وخلال المؤتمر الرابع والخمسين لعلوم القمر والكواكب في ولاية تكساس الأمريكية، أشار الاكتشاف إلى احتمال أن شكلاً من أنواع الماء قد يكون موجوداً في مناطق معينة على ذات الكوكب.
اكتشاف على كوكب المريخ
وكشف العلماء عن بقايا نهر جليدي، بالقرب من خط الاستواء المريخي، مما يشير إلى أن شكلاً من الماء لا يزال موجوداً في منطقة على الكوكب الأحمر.
ووفقاً لما أعلنه العلماء، فلم تعد الكتلة الجليدية المكتشفة موجودة، لكنهم رصدوا بقايا رواسب معدنية بالقرب من المنطقة الاستوائية للمريخ، وعندما ألقى العلماء نظرة فاحصة، تعرفوا على سمات نهر جليدي، بما في ذلك التلال التي تترسب أو تدفع بواسطة نهر جليدي متحرك.
فتحات عميقة
واكتشف العلماء أيضاً حقول صدع أو فتحات عميقة على شكل إسفين، من النوع الذي يتشكل داخل الأنهار الجليدية.
نهر جليدي
من جهته، قال كبير مؤلفي الدراسة باسكال لي، عالم الكواكب بمعهد SETI ومعهد المريخ، ما وجدناه ليس جليداً، بل رواسب ملح مع السمات المورفولوجية التفصيلية لنهر جليدي.
وأضاف، ما نعتقد أنه حدث هنا هو أن الملح تشكل فوق نهر جليدي مع الحفاظ على شكل الجليد أدناه، وصولاً إلى تفاصيل مثل حقول الصدوع وشرائط الركام.
ويعتقد العلماء أن النهر الجليدي كان بطول 6 كيلومترات وعرضه حوالي 4 كيلومترات.
ما هو كوكب المريخ؟
المِرِّيخ أو الكوكب الأحمر هو الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس في النظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض ويصنف كوكباً صخرياً، من مجموعة الكواكب الأرضية (الشبيهة بالأرض).
أما اسمه بالعربية فهو مُشتق من كلمة “أمرخ” أي صاحب البقع الحمراء، ويقال ثور أَمرخ أي به بقع حمراء، وأما مارس (باللاتينية: Mars) فهو اسم الإله الذي اتخذه الرومان للحرب، وأما لقب الكوكب الأحمر فسببه لون الكوكب المائل إلى الحمرة أو الاحمرار بفعل نسبة غبار أكسيد الحديد الثلاثي العالية على سطحه وفي جوه.
ويبلغ قطر المريخ حوالي 6792 كم (4220 ميل)، وهو بذلك مساو لنصف قطر الأرض وثاني أصغر كواكب النظام الشمسي بعد عطارد، وتقدّر مساحته بربع مساحة الأرض، يدور المريخ حول الشمس في مدار يبعد عنها بمقدار 228 مليون كلم تقريبا، أي 1.5 مرة من المسافة الفاصلة بين مدار الأرض والشمس.
يغطي الحوض القطبي الشمالي الأملس نصف الكرة الشمالي تقريباً 40% من الكوكب وقد يكون له تأثير كبير على الكوكب.
المريخ له قمران، يسمّى الأول ديموس أي الرعب باللغة اليونانية والثاني فوبوس أي الخوف، وهما صغيران وغير منتظمي الشكل، ويمكن أن يكونا كويكبين قام بالتقاطهما، على غرار 5261 يوريكا، وهو طروادة مريخية.
تبلغ درجة حرارة السطح العليا 27 درجة مئوية والصغرى 133- درجة مئوية، ويتكون غلاف المريخ الجوي من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والآرغون وبخار الماء وغازات أخرى، ويعتقد العلماء أن كوكب المريخ احتوى على الماء قبل 3.8 مليارات سنة، مما يجعل فرضية وجود حياة عليه متداولة نظرياً على الأقل، به جبال أعلى من مثيلاتها الأرضية ووديان ممتدة.
وبه أكبر بركان في المجموعة الشمسية يطلق عليه اسم أوليمبس مونز تيمنا بجبل الأولمب، كما يوجد وادي مارينر والذي يعتبر أحد أكبر الأخاديد في المجموعة الشمسية.
خصائص كوكب المريخ
تزيد مساحة المريخ قليلاً عن رُبع مساحة الأرض (28.4% من مساحة الأرض)، وهي ما تقل قليلاً عن مساحة اليابسة على الأرض، أيضاً تختلف كثافة المريخ عن الأرض، حيث يمثل حجمه حوالي 15% من حجم الأرض بينما كتلته تعادل عُشر كتلة الأرض (11% من كتلة الأرض).
كما أن الجاذبية السطحية مقارنةً بالأرض حوالي 38%، ويبلغ الضغط الجوي على سطح المريخ 0.75% من الضغط الجوي على الأرض، لذا نرى أن المجسّات الآلية التي قامت وكالة الفضاء الأمريكية بإرسالها لكوكب المريخ، تُغلّف بكُرة هوائية لامتصاص الصدمة عند الارتطام بسطح كوكب المريخ.
المظهر الأحمر البرتقالي لسطح المريخ ناجم عن أكسيد الحديد الثلاثي أو الصدأ، وتشمل الألوان الشائعة الأخرى السطحية للون المريخ اللون الذهبي والبني والأسمر والأخضر، اعتمادًا على المعادن الموجودة، ويتكون هواء المريخ من 95% ثنائي أكسيد الكربون، 3% نيتروجين، 1.6% أرجون، وجزء بسيط من الأكسجين والماء.
وفي العام 2000م، توصّل الباحثون لنتائج توحي بوجود حياة على كوكب المريخ بعد معاينة قطع من نيزك عثر عليه في القارة المتجمدة الجنوبية، وتم تحديد أصله من كوكب المريخ نتيجة مقارنة تكوينه المعدني وتكوين الصخور التي تمت معاينتها من المركبات فيكينغ 1 و2، حيث استدلّ الباحثون على وجود أحافير مجهرية في النيزك.
ولكن تبقى الفرضية آنفة الذكر مثاراً للجدل دون التوصل إلى نتيجة أكيدة بوجود حياة في الماضي على كوكب المريخ.
والغلاف الجوي لكوكب المريخ قليل الكثافة ويتكون أساساً من ثاني أكسيد الكربون وكميات قليلة من بخار الماء وجو المريخ أبرد من الأرض، وتبلغ السنة على المريخ 687 يومًا أرضيًا.
ويعود اللون الغامق لبعض المناطق من سطح المريخ دوناً عن غيرها، إلى التربة والصخور التي تغطيها.