لديه 180 حفيداً وتزوج عشرات النساء ونال لقب أكبر معمر على مر التاريخ ..كم عاش “لي”؟
“حافظ على قلب هادئ، واجلس مثل سلحفاة، وامشِ بخفة مثل الحمام، ونم مثل الكلب” هذه نصيحة رجل صيني يُدعى لي تسينون، للتمتع بعمر مديد.
وقد كان هذا الرجل بالنسبة للكثيرين أفضل من يعطي نصائح بهذا الخصوص، فقد عاش 256 عاماً، تمتع خلالها بالصحة الجيدة؛ ليكون بذلك الرجل الأطول عمراً في التاريخ..
مع ذلك هناك شكوك حول عمر هذا المسنّ الصيني، إذ يعتقد البعض أنه ليس الأطول عمراً في العالم كما يدّعي.. فما هي الحقيقة؟
لي تسينون.. هل كان أكبر معمّر في التاريخ؟
وفقاً للسجلات الرسمية المعروفة، فقد كانت جين كالمينت أكبر المعمرين حول العالم، إذ توفيت هذه المرأة الفرنسية وهي تبلغ من العمر ما يزيد على 122 عاماً.
مع ذلك، يُزعم أن رجلاً صينياً يُدعى لي تسينون، حطم رقمها القياسي بجدارة، فقد عاش 256 عاماً (أي إنه عاش أكثر من المرأة الفرنسية بـ134 عاماً) .
ادعى لي في البداية أنه وُلد عام 1736، لكن السجلات الحكومية المكتشفة لاحقاً حددت ميلاده في سنة 1677، ما يعني أنه كان يبلغ من العمر 256 عاماً عند وفاته عام 1933.
ويعني ذلك أيضاً أن هذا الرجل وًلد في القرن الـ17، وتوفي في مطلع القرن العشرين، ونظراً لأن أكبر مدة حياة مسجلة في التاريخ كانت أقل من نصف العمر المفترض للمعمر لي، فقد دارت الشكوك حول هذا الرجل الصيني، فهل كان يكذب؟
السنوات الأولى في حياة لي تسينون
وبحسب موقع Snopes، يُزعم أن لي وُلد في مقاطعة سيشوان الصينية، إما في عام 1677 أو في عام 1736. وادعى المعمر الصيني أنه قضى القرن الأول من عمره بوصفه طبيب أعشاب رحالة، يجمع النباتات الطبية من غابات البلاد وجبالها.
وقال إنه لما بلغ 100 عام من العمر، لم يعد قادراً على السفر بنفس السهولة، وبدأ ببيع الأعشاب التي جمعها الآخرون.
ووفقاً لما ورد في صحيفة The New York Times ذات مرة، فقد تزوّج الرجل 24 امرأة -جميعهن تُوفين قبله، إلا زوجته الأخيرة- وكان لديه 180 حفيداً يمتدون لـ11 جيلاً.
وفي كتابه The Immortal، وصفه الجنرال الصيني يانغ سين، الذي قابله في عام 1927، بأن لديه “بصراً جيداً وخطوة سريعة، ويبلغ طوله 7 أقدام، ولديه أظافر طويلة للغاية، وبشرة حمراء”.
البحث عن سر العمر المديد
وفي نفس الوقت الذي التقى فيه لي تسينون بيانغ سين، سمع أمير الحرب الصيني وو بيفو أيضاً عن هذا الرجل الفريد، وأراد لقاءه لمعرفة سر عمره المديد.
يقال إن وو بيفو قابل لي تسينون في أواخر عشرينيات القرن الماضي؛ ليأخذ نصائحه لعيش حياة مديدة. في ذلك الوقت، أوضح لي أنه عاش لعقود معتمداً في غذائه بصورة أساسية على الأعشاب ونبيذ الأرز، وذلك حسبما أوضحت مجلة Time.
لكنه واصل حديثه قائلاً إن السر وراء طول عمره يتجاوز مجرد الحمية الغذائية. وقال إن السر يكمن في الحصول على “السلام الداخلي”.
وعزا المعمر الصيني طول عمره إلى راحة البال… وكان في اعتقاده أن كل شخص يستطيع أن يعيش قرناً واحداً على الأقل عن طريق تحقيق السلام الداخلي.
وفي واقع الأمر، كانت الوصية الرسمية التي نُقلت عن لي هي: “حافظ على قلب هادئ، واجلس مثل سلحفاة، وامشِ بخفة مثل الحمام، ونم مثل الكلب”.
ووفقاً لأحد طلاب لي تسينون، الذي يُدعى دا ليو، فإن التأمل وتمارين التنفس والحركة ساعدت لي في عيش حياة مديدة.
لكن هل هذا هو عمر لي تسينون الحقيقي؟
وفقاً لما ورد في موقع All That’s Interesting الأمريكي، فقد ادعى لي أنه كان يبلغ من العمر 256 عاماً وقت وفاته، ودعم آخرون كثر تلك الرواية، فعلى سبيل المثال، في مطلع القرن العشرين أقسم جيرانه أن أجدادهم تذكروه في شبابهم، وأنه كان بالفعل رجلاً مسناً في ذلك الوقت. لكن مع ذلك هناك ليست هناك أدلة واضحة تدعم تلك الروايات.
وفي حوالي عام 1928، يُزعم أن شين شيونغ وو، الأستاذة لدى جامعة مينكو عثرت على سجلات حكومية قانونية توضح أن لي وُلد بالفعل عام 1677. كذلك يقال إنه كانت هناك سجلات توضح أن الحكومة الإمبراطورية الصينية هنأت لي رسمياً في عيد ميلاد الـ150 وفي عيد ميلاده الـ200.
غير أن كثيرين لا يزالون مشككين في هذه الادعاءات على ما يبدو.
فوفقاً لوكالة الأنباء الأسترالية Australian Associated Press، قال خبير في علوم الوراثة من جامعة بوسطن يدعى الدكتور توماس بيرلز في عام 2020: “من وجهة النظر الديموغرافية فحسب، فإن ادعاء الوصول إلى عمر 256 عاماً يعد مستحيلاً”.
وحتى في سنواته الأخيرة، أعرب كثيرون عن الشكوك التي تنتابهم حول عمره. ذكرت مجلة Time في عام 1933: “أمام الأعين الغربية المتشككة، يشبه (لي) كثيراً أي صيني يبلغ من العمر 60 عاماً”.
كذلك ألمحت صحيفة The New York Times إلى أن مزاعم لي قد تكون غير صحيحة. وذكرت الصحيفة: “كثيرون ممن رأوه مؤخراً يؤكدون أن مظهر وجهه لا يختلف عن أي شخص أصغر منه بقرنين”.
ويمكن أن يكون لي ببساطة أخذ هوية أحد الأسلاف الراحلين أو هوية شخص يحمل نفس الاسم كي يعزز ادعاءاته، الأمر الذي ربما يفسر حقيقة السجلات الحكومية الرسمية، هذا إن كانت حقيقية بالفعل.