إحداها تعود لـ66 مليون سنة وتسببت باختفاء الديناصورات.. أكبر “فوهات النيازك” في العالم
فجأة من السماء تحولت نقطة من الضوء بسرعة إلى نيازك لامعة. ربما تحطم هذا الجسم من قلب كويكب خلال اصطدام قديم في حزام الكويكبات الرئيسي منذ مليارات السنين. كان يندفع بسرعة كبيرة تجاه الأرض.
إذ يعرف عالمنا العديد من الفوهات التي نتجت عبر اصطدام النيازك بالأرض، حيث لا تزال تشهد بقاياها عن قوة التصادم، يعود تاريخ بعضها إلى ملايين السنين، فيما يتجاوز قطرها 180 كيلومتراً، كما توجد إحدى هذه الفوهات في دولة عربية.
الأكبر والأقدم في العالم والنيازك
فوهة تشيكشولوب هي فوهة صدمية من أواخر الحقبة الوسطى، أي قبل نحو 66 مليون سنة، دفنت تحت شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك.
حسب “science” يقع مركزها قرب بلدة تشيكشولوب، وإليها تنسب، وقطرها أكبر من 180 كيلومتراً.
عمر التأثير الكويكبي “تشيكشولوب” حدث في حدود العصر الطباشيري، ويتزامن على وجه التحديد مع انقراض الديناصورات، ما يؤدي إلى استنتاج أن سبب الحفرة هو السبب نفسه الذي أدى إلى انقراضها والمخلوقات الأخرى على الأرض. تم اكتشاف الحفرة من قبل أنطونيو كامارغو “Antonio Camargo” وبنفيلد غلين “Glen Penfield”، اللذين كانا يعملان في يوكاتان في التنقيب عن النفط خلال 1970.
عمر الصخور يدل على أنها تعود لنهاية العصر الطباشيري، أي حوالي 66 مليون سنة مضت. وأقرب النظريات العلمية حول “انقراض العصر الطباشيري – الثلاثي” أن السبب هو هذا المذنب الذي سقط بهذه الحفرة، مسبباً حجب الشمس وتغيير المناخ.
في مارس/آذار 2010، وبعد تحليل مستفيض للأدلة المتاحة، خلص الخبراء إلى أن المذنب هو سبب الانقراض الجماعي لنصف أشكال الحياة القديمة قبل ملايين السنين.
فوهة تلمزان بالجزائر
تعتبر فوهة تلمزان ثالث أكبر فوهة نتجت عن تصادم الأرض بنيزك في العالم، إذ تشكلت قبل 3 ملايين سنة في الجزائر، بعد اختراق نيزك عملاق يزن قرابة مليونيْ طن، وبقطر يتراوح بين 25 و70 متراً وبسرعة فاقت 70 كيلومتراً في الثانية.
حسب قناة “الشروق” الجزائرية فإن أحدث فوهة يبلغ قطرها 1750 متراً، وعمقها في البداية وصل إلى حدود 520 متراً، ولم يبق منه الآن سوى حوالي 72 متراً، وتعد هذه الفوهة واحدة من أهم الفوهات العالمية، ولم يكن يعرف عنها سوى أنها “ضاية” يزرعها البدو الرحل إلى أن اكتشفت أهميتها في عام 1928 من قبل طيار فرنسي، حيث طُبِع على الخرائط الطبوغرافية منخفض أرضي دائري.
في سنة 1950 قام الباحث الفرنسي “روسو” بأولى الأبحاث الجادة والمعمقة، تلاه باحثون آخرون من مختلف جامعات ومعاهد العالم، وقد قام سنة 1984 خبراء من جامعة نيس الفرنسية رفقة أعضاء من جمعية “نوفا” الفرنسية بدراسة علمية عن الفوهة النيزكية مادنة.
دلت نتائج الأبحاث وقتها على أن حواف الفوهة متكونة من الكلس الفاتح، وهو كلس بحري به بعض بقايا الكائنات القديمة التي يعود تاريخها إلى ما بين 50 و90 مليون سنة، ترتفع المنطقة الأعلى في الفوهة على سطح البحر بحوالي 682 متراً، وتعدّ موقعاً أثرياً عالمياً يتوافد عليه السياح والطلبة لإجراء دراسات ميدانية من كل المناطق.
فوهة ييلان في الصين
حسب “forbes” ففوهة ييلان تعتبر ثاني فوهة يتم اكتشافها في الصين بعد “شيويان”، يعود اكتشاف الفوهة لسنة 2019، وبناءً على تحليل صور الأقمار الاصطناعية، أكد العلماء أن بنية جيولوجية في سلسلة جبال شينغان الصغرى قد تشكلت نتيجة اصطدام صخرة فضائية أو كويكب بالأرض.
ونتيجة لهذا الاصطدام تشكلت فوهة يبلغ قطرها حوالي 1.85 كيلومتر، ومن المحتمل أن تكون قد تشكلت منذ حوالي 46 ألف عام إلى 53 ألف عام، بناءً على تاريخ الكربون المشع لرواسب الفحم والبحيرات العضوية من الموقع.
الدراسة البنية الجيولوجية لهذه الفوهة
جمع الباحثون عينات الرواسب من وسط الحفرة من أجل تحليلها والكشف عن خصائصها. ووفق تقرير “لايف ساينس” يتكون حشو الحفرة من سلسلة متوالية من الرواسب بسمك 100 متر، وتحتها طبقة من الغرانيت المكسور بسمك 320 متراً، وهو غرانيت يتكون من العديد من الشظايا الصخرية المثبتة معاً في مصفوفة. وتحمل هذه الصخرة ندوباً تدل على تأثير النيزك الذي ضربها.
ومن ناحية أخرى أظهرت نتائج التحليل شظايا زجاجية على شكل دمعة، وقطعاً من الزجاج مثقوبة بثقوب صغيرة ناتجة عن فقاعات غازية، وتشير هاتان الميزتان أيضاً إلى حدوث اصطدام عالي الكثافة هناك.
الولايات المتحدة الأمريكية وفوهة بارينغر
حسب “britannica” اكتشفت فوهة بارينغر في الولايات المتحدة سنة 1891، وقدر عمرها ما بين 5 آلاف إلى 50 ألف سنة، تم العثور على أعداد كبيرة من شظايا النيكل والحديد من حجم الحصى الذي يقدر بـ640 كيلوغراماً.
تبلغ المساحة التي تغطيها الفوهة قرابة 260 كيلومتراً مربعاً تضم أطناناً من الرمل، تسمى المنطقة أيضاً “Barringer Meteorite Crater” وتتميز بشكلها الذي يشبه الوعاء، والتي نتجت عن نيزك يسمى بـ”Canyon Diablo”، ويبعد مكان اصطدامه بـ30 كيلومتراً غرب وينسلو، أريزونا، الولايات المتحدة.
يبلغ ارتفاعها 4000 قدم، فيما يبلغ قطرها 200 متر، فيما يصل عمقها إلى 180 متراً داخل حافتها التي ترتفع حوالي 60 متراً فوق السهل. يتم قلب الطبقات التي تشكل حافة الحفرة وتغطيتها بحطام نفس الأساس الصخري، ما يدل على طبقية مقلوبة.
تشير قطرات النيكل والحديد التي بحجم الحبيبات إلى أنها تكثفت من سحابة من الأبخرة المعدنية. بالإضافة إلى شظايا من coesite وstishovite المكتشفة سنة 1960، والتي تكونت عبر ضغط عالٍ للسيليكا، ما يؤكد أن سبب الحفرة هو اصطدام بنيزك.