لطالما اعتقد العلماء أن امتلاك أحد جوانب التفكير المركب هو حكر على بني البشر, إلا أنه وفق دراسة جديدة أثبتت أن الطيور أيضاً تمتلك أحد تلك الجوانب التفكيرية.
حيث أظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة “ساينس إدفانسيز”, الأربعاء, أن الغربان يمكنها أن تتعلم مهارة كان يعتقد أنها تميز العقول البشرية ووسائل تواصلها عن الحيوانات.
وبينت الدراسة أيضاً, إن غرابين بدا أنهما يستوعبان المفهوم المعرفي على مستوى قدرة رضيع، واحتاجا إلى بضعة أيام فقط من التدريب لتعلم المهارة عبر التكرار.
ونقلت الصحيفة عن ديانا لياو، مؤلفة دراسة مشاركة وباحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة توبنغن الألمانية قولها إن “الغربان ذكية حقا”، مضيفة “لكن السرعة التي تمكنوا بها من القيام بذلك كانت مفاجئة بالنسبة لنا”.
وفي الدراسة الجديدة، تم تدريب اثنين من الغربان على إنشاء تسلسلات عن طريق النقر على أقواس من الألوان والأشكال على الشاشة.
وعندما تنقر الغربان على التسلسل الصحيح، يطلق رنين وتتم مكافأة الطيور ببذور أو ديدان.
وعندما تنقر الطيور على تسلسل غير صحيح، يصدح جرس وتظل الشاشة مظلمة لمدة ثانيتين قبل استئناف التدريب.
وبعد بضعة أيام، تعلمت الغربان أن تنقر على التسلسلات الصحيحة باستخدام مجموعات الأقواس التي لم تصادفها من قبل بمعدلات أعلى بكثير من الصدفة، كما قالت الدكتور لياو.
وقالت الصحيفة إن أبحاثا سابقة أظهرت أن الغربان يمكنها التلاعب بالأدوات وتذكر الوجوه البشرية وربما تكون قادرة على التفكير الواعي.
ويمكن أن تساعد الدراسة في تعزيز الأدلة على أن التكرار، الذي تم تعريفه في الدراسة على أنه القدرة المعرفية لتضمين بنية داخل بنيات مماثلة، هو مهارة يمكن لبعض الحيوانات، مثل بعض القرود والطيور ، تعلمها.
ورغم ذلك، قال بعض العلماء إن الطرق المستخدمة لاختبار الغربان قد لا تظهر تفكيرا متكررا حقيقيا لأن الأقواس هي رموز تعسفية على عكس العبارات في اللغة التي يمكن أن تكون مرتبطة بشكل هادف ببعضها البعض، وفق ما نقلت الصحيفة.
المصدر: الحرة