“أطلنطس الرمال” ..ما لا تعرف عن أكبر أسرار الشرق الأوسط الغامضة في سلطنة عُمان
حكاية لا تنتهي يتناقلها عرب الصحراء، وجاء ذكرها في الكثير من الكتب القديمة. ليس ذلك فحسب، وإنما أسماها لورانس العرب بـ”أطلنطس الرمال”.
وظلت قصة مدينة أوبار المفقودة طوال قرون أكبر أسرار الشرق الأوسط الغامضة، بحسب ما ذكرته وزارة السياحة العُمانية.
ويُرجع الباحثين تاريخ بناء هذه المدينة إلى ما قبل 5 آلاف عام، وقد لعبت دوراً بارزاً في الماضي. وطوال قرون ماضية، استحوذ لغز أوبار على أذهان المستكشفين وعلماء الآثار.
وبعد أن كان المصور العُماني، حسن محمد العوادي، في رحلة شبابية إلى منطقة رمال الخذف حتى يستمتع بفعالية تطعيس السيارات، كانت المنطقة الأثرية أوبار في المسار ذاته، ما دفعه إلى زيارتها وتوثيقها بعدسة كاميرته
وتقع تحديدًا في جنوب سلطنة عُمان، في محافظة ظفار، بمنطقة تُعرف باسم شصر.
وكان المصور العُماني يسعى لأن يجد دليلًا أو مرشدًا سياحيًا، حتى يقدم له نبذة عن تاريخ هذا المكان. وبذلك، لم يعلم من أين سيبدأ بالتصوير تحديدًا، خاصة أن تلك كانت زيارته الأولى للمكان.
وبحسب وزارة السياحة العُمانية، هناك عدة حملات خرجت بحثاً عن المدينة منذ ثلاثينيات القرن الماضي واستمر البحث والتنقيب حتى أواخر عام 1991، وقد تمت الاستعانة بوكالة الفضاء الأمريكية للتصوير عبر الأقمار الاصطناعية، حيث تم اكتشاف مدينة كاملة دُفنت تحت الرمال.
وتصدّر هذا الخبر الصفحات الأولى حول العالم، وسُمي لاحقاً بأحد أهم 10 اكتشافات في العام من قبل العديد من وسائل الإعلام مثل “ديسكفري” و”تايمز” و”نيوزويك”.
ووجد الباحثون آثاراً يعود تاريخها إلى ألف سنة قبل الميلاد، ويبدو أن المدينة كانت محاطة بمخازن لحفظ هذه السلعة الثمينة فيها. وتبين للعلماء أن أسوار القلعة قد بُنيت فوق كهف ضخم من الحجر الكلسي. وقد أدى انهيار الكهف إلى دفن المدينة تحت الرمال.
وأوضح موقع “اكتشف عُمان” أن أوبار لعبت في يوم من الأيام دورًا مهمًا كونها مركزًا تجاريًا للبان، كما ورد ذكرها أيضا في روايات “ألف ليلة وليلة”، وهي مجموعة من القصص الشعبية الخاصة بالشرق الأوسط وجنوب آسيا.
وبدوره، ينصح العوادي جميع الأشخاص في زيارة المكان، وخاصة خلال فصل الشتاء، أي بين شهري نوفمبر/ تشرين الثاني حتى مارس/ آذار.
المصدر: CNN Arabic
اقرأ أيضاً: عمرها 4000 عام.. علماء آثار يكتشفون لعبة ألواح حجرية قديمة في عُمان
اكتشف علماء الآثار الذين ينقّبون في صحارى عُمان لعبة ألواح حجرية قديمة في مستوطنة من العصر البرونزي كانت تلعب منذ حوالي 4000 عام، بحسب صحيفة “ديلي ميل”.
واكتملت الحفريات حول عين بني صعدة في وادي قميرة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بقيادة جامعة وارسو ووزارة التراث والسياحة العمانية.
وتحتوي لوحة اللعبة، التي تم العثور عليها مدفونة داخل بقايا غرفة، على ما لا يقل عن ثلاثة عشر مربعًا محددًا.
وقال عالم الآثار في جامعة وارسو بيوتر بيلينسكي: “مثل هذه الاكتشافات نادرة، لكن الأمثلة معروفة من منطقة تمتد من الهند، عبر بلاد ما بين النهرين حتى شرق البحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف بيلينسكي: “أشهر مثال على لوحة ألعاب تستند إلى مبدأ مشابه هو المثال المأخوذ من قبور أور”.
تشبه لعبة “الطاولة”
وفي حين ضاعت قواعدها مع مرور الوقت، إذا تم لعب لعبة عين بني صعدة مثل لعبة أور الملكية؛ فإن مثيلها الحديث الأقرب سيكون لعبة الطاولة.
وسيتسابق لاعبان لتحريك قطعهم للخروج من اللوحة قبل الخصم. وكما هو الحال في قواعد لعبة الطاولة، ستتاح للاعبين الفرصة لإحباط تقدم خصمهم من خلال التقاط القطع وإعادتها إلى البداية.
بقايا حجرية
وإلى جانب لوحة اللعبة، عثر الفريق أيضًا على بقايا برج غير معروف سابقًا داخل مستوطنة من العصر البرونزي، بالإضافة إلى أدلة على صهر النحاس.
كما أبلغ الفريق أيضًا عن العثور على بقايا حجرية عديدة من العصر الحديدي الثاني منتشرة عبر “مساحة شاسعة” في وادي القُميرة.
ووفقًا للفريق العماني البولندي المشترك، تمثل وديان جبال الحجر الشمالية بعض المناطق الأقل دراسة في عُمان.
ويحفر الباحثون في وادي القُميرة منذ عام 2015 واكتشفوا بقايا تعود إلى ما لا يقل عن خمس فترات أثرية مختلفة.
وعلى سبيل المثال، تظهر المنطقة المحيطة بعين بني صعدة وحدها آثار احتلالها في أواخر العصر الحجري الحديث (4300 – 4000 قبل الميلاد) ومرحلة أم النار في العصر البرونزي (2600 – 2000 قبل الميلاد) والعصر الحديدي الثاني (1100 – 600 قبل الميلاد).
وفي أحد المواقع، تم العثور على أنقاض قرية من أواخر العصر الإسلامي.
أهمية وادي القميرة التاريخية
وأوضح البروفيسور بيلينسكي، الذي ترأس الحفريات، أن “هذه الوفرة من آثار المستوطنات تثبت أن هذا الوادي كان مكانًا مهمًا في عصور ما قبل التاريخ في عُمان”.
وتقع عين بني صعدة في موقع إستراتيجي عند تقاطع طرق تربط بات في الجنوب والبريمي والعين في الشمال والساحل البحري بالقرب من صحار في الشرق.
وبحسب عالمة الآثار والمتخصصة في العصر البرونزي أغنيسكا بينكوسكا من جامعة وارسو أيضًا، “تعتبر المستوطنة استثنائية لأنها تضم على الأقل أربعة أبراج – ثلاثة أبراج مستديرة وأخرى زاوية”.
لم يكن أحد الأبراج الدائرية مرئيًا على السطح على الرغم من حجمه الكبير الذي يصل قطره إلى 20 مترًا. تم اكتشافه فقط أثناء الحفريات. وأضافت: “لا تزال وظيفة هذه الهياكل البارزة الموجودة في العديد من مواقع أم النار بحاجة إلى شرح”.
ولاحظ بيلينسكي وجود دليل على عمل النحاس في الموقع، وكذلك بعض الأشياء النحاسية، ما يدل على أن المستوطنة شاركت في تجارة النحاس التي اشتهرت بها عمان في ذلك الوقت.
وأوضح أن النحاس العماني مذكور في “النصوص المسمارية من بلاد ما بين النهرين”. ويخطط علماء الآثار لاستئناف أعمال التنقيب في وادي القُميرة في وقت لاحق من هذا العام.
المصدر: شهبا برس