ليس لنشر الخشب ..لماذا اخترع الإنسان القديم المنشار؟ إليك السر
كان الإنسان القديم يلاقي صعوبة بالغة في التغلب على مصاعب الحياة, ولهذا كان لا بد من إيجاد وسائل بدائية تعينه على تلبية احتياجاته اليومية والمعيشية.
والجدير ذكره أن أكثر ما كان يؤرق الإنسان القديم الاحتياجات الطبية وخصوصا فيما يتعلق بالنساء.
من خلال قراءة عنوان المقال؛ لا شك أن الكثيرين منكم أعزاءنا القراء قد انتابتهم التساؤل والفضول = لماذا اخترع الإنسان المنشار؟؟
لكننا هنا لننقل لكم وقائع تاريخية طبية، وهي أن المنشار اختُرع أول مرة للمساعدة في التوليد.. نعم كما قرأت بالضبط
حيث أنه قبل أن تصبح العملية القيصرية أمراً شائعا؛ كان يتعين على جميع الأجنة المرور خلال قناة الولادة، وهو ما يبدو منطقيا..
فكما نعلمه اليوم قد يكون أحيانا حجم الرضيع كبيراً مما يعيق مروره عبر القناة ويجد نفسه عالقاً هناك في خضمّ عملية الولادة.
ومنه كان الجراحون آنذاك يعمدون إلى إزالة أجزاء من عظم الحوض ليفسحوا المجال أمام الطفل للخروج إلى النور، وكانت يُطلق على هذه العملية، التي أقل ما يقال عنها أنها مؤلمة جدا، اسم «عملية بضع الارتفاق» Symphysiotomy.
كانت العملية تُجرى يدويا بصورة عامة باستخدام سكين ومنشار صغيرين من أجل إزالة العظم، وكان كل هذا يجري دون تخدير الأم في خضمّ عملية الإنجاب، وكانت العملية تستغرق وقتا طويلا وتسودها الفوضى، كما كانت مؤلمة جدا بدون شك.
الآن، إذا كنت تعض على أصابعك عزيزي القارئ من هول ما تقرأ، فنحن قد وصلنا لتونا للجزء المتعلق بالمنشار: في سنة 1780 قام طبيبان باختراع منشار السلسلة الذي كان صغير الحجم من أجل جعل عملية إزالة أجزاء من عظم الحوض لدى الأم سهلة وأقل استهلاكا للوقت أثناء التوليد.
وقد جُعل لهذا المنشار ذراع تدوير جعله يبدو مثل سكين المطبخ في أيامنا هذه مع قليل من الأسنان المستدقة على سلسلة في شكل بيضوي.
نحن متأكدون أنكم الآن تتخيلون ذلك المنشار الضخم والصاخب الذي يقطع أشجارا كاملة في غضون ثوانٍ، لكن لحسن الحظ كان هذا المنشار الطبي أقل تخويفاً منه، وكان يبدو أكثر كأداة طبية، وعلى الرغم من ذلك فقد كان شر لابد منه
صورة أول منشار سلسلة جراحي استخدم في عمليات «بضع الارتفاق»: تم اختراع هذا النموذج من منشار السلسلة في سنة 1780.
وسرعان ما استخدم منشار السلسلة في عمليات جراحية أخرى لقطع العظام وبتر الأعضاء كذلك في المستشفيات، ثم تطور ليصبح آلة لقطع الخشب عندما لاحظ الناس السرعة والسهولة التي كان يقطع بها الأشجار وكل شيء آخر تقريبا، فأصبح حجمه أكبر وصار أكثر قوة وفي نهاية المطاف أصبح ذلك ”الوحش“ الذي نعرفه اليوم.
لم تعد عمليات «بضع الارتفاق» الجراحية تجرى اليوم لكنها أحيانا ما يتم اللجوء إليها في بعض دول العالم الثالث حيث لا تتوفر الوسائل الكافية لإجراء العمليات القيصرية.
من هنا سردنا لكم في مقالنا هذا التاريخ المخيف وغير المتوقع لاختراع المنشار الكهربائي، ومن كان ليعتقد أن تلك الآلة المخيفة والقوية قد اخترعت في الأصل من أجل الاستعمال الطبي الجراحي؟ ولقطع أكثر الأعضاء الحساسة لدى المرأة؟
المصدر: دخلك بتعرف