منوعات

الطائرات فوق المحيط الأطلسي.. لماذا تسلك المسار المنحني ولا تطير بشكل مستقيم ؟

يخفي عالم الطيران الكثير من الأسرار والظواهر التي قد تبدو غريبة للوهلة الأولى، ومن أبرزها شكل بعض المسارات الجوية التي تسلكها الطائرات خلال رحلاتها اليومية.
فمن المعروف أن أقصر مسافة بين نقطتين تكون بخط مستقيم، بينما يبدو أن الطائرات أحيانًا تختار مسارات مقوسة أو منحنية، وكأنها تطيل الطريق عمدًا، خصوصًا فوق المحيط الأطلسي.
فهل تتعمد الطائرات زيادة المسافة التي تقطعها؟
عند متابعة مسارات الطيران على الخرائط، نلاحظ أنها لا تسير بخطوط مستقيمة، بل عبر مسارات منحنية ومتعرجة. فما السر وراء ذلك؟ وما هو التفسير العلمي لهذه الظاهرة؟

لماذا لا تطير الطائرات بشكل مباشر ومستقيم فوق المحيط الأطلسي

إذا تأملنا أي رحلة جوية على الخريطة، سنلاحظ أن الطائرة بعد إقلاعها لا تسلك خطًا مستقيمًا نحو وجهتها، بل ترسم مسارات مقوسة تمر أحيانًا فوق مناطق لا تقع أصلًا بين بلد الانطلاق وبلد الوصول. وهنا يبدأ الفضول: لماذا لا تطير الطائرات بخط مستقيم كما نتوقع؟

قد يخطر في البال عدة احتمالات لتفسير هذا الأمر:

هل السبب أن الطيارين لا يملكون القدرة على التحكم الكامل بالطائرة؟

أم أن سرعة الرياح القوية في الجو هي التي تفرض على الطائرة تغيير مسارها؟

أم أن للجاذبية دورًا في ذلك؟

لكن عند التدقيق، نجد أن هذه الاحتمالات ليست السبب الحقيقي. فالطيارون يمتلكون كل المهارات والإمكانيات لقيادة الطائرة بدقة، وسرعة الرياح قد تؤثر على سرعة الرحلة أو مدتها لكنها لا تُجبر الطائرة على تغيير شكل مسارها بهذا الشكل، أما الجاذبية فهي بالفعل تؤثر قليلًا على حركة الطائرة وتجذبها نحو الأرض، لكنها لا تمنعها من الطيران بخط مستقيم.

السر الحقيقي يكمن في شكل الأرض نفسها. فالأرض كروية وليست مسطحة، وهذا ما عرفه العلماء منذ مئات السنين. وبسبب هذا الانحناء، تضطر الطائرات إلى اتباع مسارات منحنية ومتعرجة تتناسب مع طبيعة الكرة الأرضية. وكلما ازدادت المسافة بين نقطتين على سطح الأرض، ظهر هذا التقوس بشكل أوضح.

ورغم أن هذه المسارات تبدو منحنية عند النظر إليها على الخريطة المسطحة، إلا أنها في الحقيقة هي خطوط مستقيمة تتناسب مع انحناء الأرض. أي أن الطائرة لا “تطيل الطريق” كما يظن البعض، بل بالعكس تسلك أقصر الطرق الممكنة حول الكرة الأرضية.

ولتوضيح الأمر أكثر، يمكننا النظر إلى ما يُعرف بـ “الخريطة المسطحة”، وهي نموذج يُظهر مسارات الطيران بشكل منحني. لكن عند فهم أن هذه الانحناءات ما هي إلا انعكاس لانحناء الأرض الحقيقي، ندرك أن المسار الذي يبدو طويلًا في أعيننا، هو في الواقع أقصر طريق جوي يمكن أن تسلكه الطائرة.

إذن، ما نراه خطوطًا مقوسة ليس إلا أوضح دليل على كروية الأرض. وهنا يطرح السؤال نفسه: بعد أن عرفت السر وراء طيران الطائرات بهذه الطريقة، كيف تنظر الآن إلى هذه الحقيقة المدهشة؟

_______________________________________________

اقرأ المزيد: ليس بسبب احتراق الوقود كما يظن البعض ..لماذا تترك الطائرات آثاراً بيضاء خلفها في السماء؟

كان الهاجس البيئي مسيطرا دائما على عقول الشركات الصانعة للمحركات بشكل عام, سواء أكانت محركات سيارات بأنواعها وأحجامها المختلفة أو محركات قطارات أو طائرات..

فكان على سبيل المثال اختبار ملائمة السيارات وصداقتها للبيئة يتم عبر اختبار الغازات المنبعثة من عوادمها من حيث التكوين واللون, وحتى أن لون هذه الانبعاثات قد يدل أحيانا على عطل في محرك السيارة وقد ينبئ بخطر كبير..

ولكن ما هو الحال بالنسبة للطائرات فالغالبية العظمى مننا لا نعلم شيئا عن انبعاثات محركات الطائرات.

فنحن في الغالب لا نرى شيئا من هذه الانبعاثات خلف محركاتها وعلى ماذا يدلنا في حال رؤيته..

فبينما تحلق بعض الطائرات في السماء قد تخلف وراءها مسارات تبدو كالدخان ولكن لا داعي للقلق، المسارات معظمها تكاثف ومن هنا جاء الاسم «مسارات التكثف».

عندما يعمل المحرك، تنبثق منه كمية كبيرة من الماء والقليل من الهباء الجوي إلى الهواء.

يتكون مسار التكثف عندما يتكاثف بخار الماء ويتجمد حول جزيئات صغيرة تشكلت من عادم المحرك. كلٌ من الجزيئات والماء تؤدي إلى تكوين مسار التكثف.

بعض العناصر في الغاز لا تشارك في تشكيل مسار التكثف، لكنها تعد من ملوثات للبيئة.

تتضمن انبعاثات الطائرة عادةً: غاز ثاني أكسيد الكربون، وبخار الماء، وأكسايد النيتروجين (NOx)، وأول أكسيد الكربون، وهيدروكربونات كالميثان، وكبريتات(Sox)، وجزيئات سخام ومعادن.

تطلق طائرات مثل البوينغ 747 كميات كبيرة من الماء، بما يقارب 7.75 كيلوغرام في الثانية.

أنواع مسارات التكثف:

مسارات التكثف متشابهة جدًا بالتركيب، ولكن تختلف كثيرًا بالعمر. فالطقس يؤثر بشكل مباشر على مدة بقاء مسار التكثف.

يصنف مسار التكثف بشكل عام في ثلاث إلى: قصير العمر، متواصل (غير المنتشر)، متواصل منتشر.

مسار التكثف القصير العمر:

يبدو كخيوط بيضاء صغيرة تعقب الطائرة. وكما يوحي اسمها، فالمسارات تبقى لدقائق قليلة قبل أن تختفي بنفس السرعة التي تشكلت بها.

ويحدث ذلك عندما يكون الهواء الذي تسافر عبره الطائرة رطبًا قليلًا بكمية قليلة من بخار الماء.

أي أن جزيئات الجليد المتشكلة ستعود بسرعة إلى حالتها الأصلية كبخار.

مسار التكثف المتواصل (غير المنتشر):

خطوط بيضاء أطول تبقى مرئية مدةً طويلة حتى بعد أن تختفي الطائرة. ويحدث ذلك عندما يكون الهواء التي تنتقل خلاله الطائرة رطبًا نوعًا ما مع توافر كميات كبيرة من بخار الماء كافية لخلق المسار.

مسار التكثف المتواصل المنتشر:

يشبه المسارات غير المنتشرة، ولكنه ينتشر على مسافة أكبر بسبب اضطرابات أو حالات جوية أخرى. مساحة انتشاره الكبيرة وعمره الطويل يجعله الأكثر احتمالًا لأن يؤثر في المناخ.

أقارب مسار التكثف تشابهه ولكن تختلف قليلًا في العملية الفيزيائية التي تشكّلها، وأكثرها شهرةً هي آثار البخار التي تمتد من طرف جناح الطائرة النفاثة، عادةً في أثناء الإقلاع أو الهبوط إذا سمح الطقس.

إذا انخفض ضغط الدوامة في نهاية طرف الجناح كفاية، فسوف يتشكل مسار. في الظروف المناسبة، تشكل المياه السائلة قطراتٍ داخل الدوامة ما يجعلها مرئية، ولكنها تتبخر بسرعة بعد تشكلها.

هل مسار التكثف خطير؟

مسار التكثف الاعتيادي الذي نراه خلف الطائرات ليس خطيرًا، فمكوناته الأساسية معظمها ماء. إضافةً إلى أن وقود الطائرات النفاثة مكررٌ عدة مرات لإزالة أكبر كمية ممكنة من الملوثات.

وداخل المحرك، يجب أن تتدفق كمية ضخمة من الوقود بسرعة ضمن حجرة الاحتراق للمحافظة على دوران العنفات.

ويتحرك الوقود ضمن أنابيب صغيرة داخل المحرك بمعدل لترات في الثانية. ويمكن أن تؤدي أصغر الشوائب إلى تكون انسدادات قد تكون قاتلة.

إصلاح المحركات مكلف جدًا، ويمكن أن يصل إلى ملايين الدولارات. تتخذ شركات الطيران جميع الاحتياطات للتأكد من أن الوقود المستخدم ضمن الطائرات ذو جودة عالية.

وعند كل عملية إعادة تعبئة، يتم تسجيل الوقت والموقع وكمية الوقود لإعادة النظر بها في حال وقوع حادث.

التكثف الكيميائي chemtrails:

شرح تقرير قُدّم للقوات الجوية احتمالية تعديل أنماط الطقس واستخدامها كقوة إضافية.

وتنقسم المقدرات العملية إلى محورين، إضعاف قدرات العدو، ودعم القوات الصديقة. فيمكن أن يُعدّل الطقس لإضعاف الأعداء ودعم القوات الصديقة.

تتضمن الخطة تقوية العواصف والفيضانات لتخريب خطوط التواصل إضافةً إلى التسبب بجفاف كبير.

ويمكن أن تختفي القوات الصديقة خلف الضباب مع تحسين الطبقات العليا من الهواء للحصول على اتصال أفضل مع القمر الصناعي

هل نجحت؟

بالمختصر، هذه الطريقة ليست فعالة. رغم أن بعض الدول اتخذت مبادرات لوضع الطقس تحت تحكمها، إلا أن التحكم بنظام الطقس بالكامل يبقى صعب المنال، فقد استطاع العلماء تعديل جانب واحد فقط وهو الهطول.

في الأربعينات، ولّد إرفينغ لانغموير ومساعده فينسنت جوزيف شيفر مطرًا صناعيًا لأول مرة في تاريخ البشرية.

أثناء بحثهم في تثليج الجناح في 13 نوفمبر 1946، ألقى شيفرد حقيبة مليئة بالجليد المجفف تزن عدة كيلوغرامات من طائرة على سحابة فائقة التبريد.

بعدها حلق تحت السحابة وتفاجأ عندما رأى الثلج يتساقط من السماء. وخلال الوقت الذي استغرقه الثلج للوصول إلى لانغموير على الأرض، كان قد تحول إلى مطر.

أطلق على هذه الظاهرة اسم استمطار السحب. وهي عملية تعديل الطقس صناعيًا لتحفيز الهطول. بينما يسقط الجليد المجفف خلال السحابة، يتكاثف بخار الماء الذي يتبعه متحولًا إلى مطر. ويستمر المطر بالتزايد حتى لا تستطيع السحابة التي يوجد فيها أن تحتويه، فيسقط مطرًا.

تتضمن استراتيجيات أخرى بخ جسيمات إلى الهواء لالتقاط الرطوبة والتسبب بتجمعها. فتُدخل جزيئات الغبار أو الدخان، أو الملح البحري إلى المنطقة لكي تؤثر على التساقط. يمكن أن يستخدم يوديد الفضة أيضًا للتأثير في البخار ليتساقط بدءًا من حالته الغازية.

تُستخدم جميع الإستراتيجيات في يومنا هذا للتأثير ببعض أنماط الطقس. ولكن لا تستخدم هذه الطريقة إلا في المناطق ذات الجفاف الشديد والتلوث.

هل التكثف الكيميائي مضر؟

معظم التكثف الكيميائي في السماء هو تكثف عادي، وأغلب مكوّن فيه هو بخار الماء ولا يشكل تهديدًا.

ولكن بعض التكثفات تمتص الكثير من الطاقة الحرارية من الشمس، ويمكن أن تساهم في الاحتباس الحراري.

على كل حال فالطائرات مصممة لكي تستهلك الوقود بأكبر كفاءة ممكنة. وفي وقتنا الحالي بعض الطائرات أكثر كفاءة من نماذج السيارات الحديثة.

رغم وجود بعض المناطق التي تحتاج استمطار السحب، إلا أن معظم العالم يبقى غير متأثر بالمواد التي تخرج من المحركات، فالطائرات لا تنشر المواد الكيميائية في الهواء.

لا تؤثر معظم الطائرات في الطقس فليست الطائرات ما تلوث السماء.

وفي النهاية لا تقلق في حال رأيت خطا أبيضا خلف محرك الطائرة ..

______________________________________________

اقرأ المزيد: لماذا تم تجهيز بعض الشاحنات بمجموعة من العجلات المعلقة التي لا تلامس الأرض عكس باقي المركبات؟ ..إليك السر من سائقي الشاحنات نفسهم

عند النظر الى إطارات المركبات الثقيلة غالبا سترى عجلات مرفوعة للأعلى قد تظن للوهلة الأولى أنها غير مفيدة ولكنها ذات فائدة عظيمة!

لقد أدرك الإنسان، منذ فجر التاريخ، أهمية النقل و وسائله، فكان سعيه الدائم والدائب إلى تطوير اختراعاته في هذا المجال.

والشاحنات من وسائل النقل التي أثرت كثيرا في مسار حياتنا اليومية وفي مختلف جوانب الحياة، فلا يوجد شيء تستخدمه الآن أو مر عليك إلا وقد قامت أحد الشاحنات بتوصيله إليك بشكل أو بآخر.

ومثل أي اختراع طرأت على هذه المركبات العديد من التطورات وفق الحاجة ،فالحاجة دائما وليدة الاختراع.

وإذا قمت بإلقاء نظرة على الشاحنات التي تنقل التراب والنفايات أو خلاطات الإسمنت أثناء مرورك في موقع بناء أو حفر في أحد المناطق حتماً ستجد مجموعة عجلات تعلق على ارتفاع ثلاثين سنتمتر عن الأرض.

وتبدو هذه العجلات وكأنها لا تعمل شيئاً فهي تسترخي وتقوم باقي العجلات بالعمل كله، هذا ما يجعلنا نتساءل عن سبب وضع هذه العجلات؟! وهذا ما سوف نتحدث عنه في مقالنا.

أهميّة هذه العجلات في الشاحنة

تمثل هذه العجلات جزءاً من نظام يسمى ”محور الرفع“، فهي تقوم بعمل جزئي في الشاحنة.

إذ أنّ سائق الشاحنة يستطيع الضغط على أحد الأزرار التي توجد في لوح التحكم، فيخفض بذلك هذه العجلات حتى تلامس الأرض بمعية محور الرفع.

ما هو محور الرفع؟

محور الرفع هو عبارة عن عمود معدني يجمع بين العجلات، يلعب دوراً في توزيع الوزن الزائد عن اللزوم الذي ينتج عن الأحمال ذات الحجم الكبير بشكل متكافئ.

فمثلاً لو كانت لديك حمولة من التراب والصخور بوزن ثلاثون طن سوف تسلط ضغط كبير على ثلاثة مجموعات من العجلات، بوجود هذه العجلات سيتوزع الضغط على أربعة مجموعات من العجلات.

وعندما لا يكون هناك حاجة إلى استخدامه يقوم سائق الشاحنة برفع محور الرفع والعجلات التي توصل به، لتلافي تلف وتآكل هذه العجلات الإضافية.

فوائد محور الرفع

يتم تجهيز الكثير من هذه الشاحنات بمحاور الرفع التي تم ذكرها سابقاً، وذلك لعدة أسباب منها الحاجة إليها فضلاً عن قيام عدة شركات وجهات مسؤولة صارت بوضعها شرط من الشروط المطلوبة لتأجير واستخدام الشاحنات.

فمثلاً بعض الولايات في الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بوضع شرطاً على الشاحنات ألا يتجاوز وزن حمولتها خمسة وعشرون طنًا في حال كانت الشاحنة بثلاثة محاور عجلات.

في حين يسمح بحمولة اثنان وثلاثون طنًا في حال كانت الشاحنة ثلاثية المحاور مزودة بمحور الرفع.

ماذا يقول سائقي هذه الشاحنات؟

يعمل سنوي دو لدى متحف ماك تراك في ألينتون التي تقع في ولاية بينسلفانيا، يتحدث عن محبة سائقي الشاحنات لهذا النظام، قائلاً:

”لو يمتنع السائق عن خفض محور الرفع وكانت الحمولة ثقيلة للغاية تصيح الإطارات فيه حرفيًا، حيث يصبح بالإمكان معرفة حجم وزن الحمولة بمجرد النظر إلى عجلات الشاحنة، التي تنتفخ بعض الشيء ناحية الخارج“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى