
لغز “سقف العالم”.. لماذا تتجنب الطائرات المرور فوق هضبة التيبت؟
أسرار هضبة التيبت ولماذا لا تحلق الطائرات فوقها؟
يعيش العالم منذ القدم على وقع الكثير من الأسرار والأساطير التي حيّرت العلماء وأثارت فضول الناس، ورغم أن العلم الحديث نجح في كشف الغالبية العظمى منها، إلا أن بعض الألغاز ما تزال حتى اليوم عصيّة على الفهم والتفسير.
ومن بين تلك الألغاز التي شغلت العقول لسنوات طويلة، يبرز سرّ هضبة التيبت أو ما يُطلق عليها لقب “سقف العالم”، والتي ارتبط اسمها بالعديد من الخرافات والأساطير.
هذه الهضبة الشاهقة، الممتدة على مساحة تتجاوز 2.5 مليون كم² بين الهند والصين، بارتفاع يقارب 4500 متر فوق سطح البحر، لم تحظَ بأهميتها الجغرافية والدينية فحسب، بل ارتبطت أيضاً بلغز محيّر: لماذا لا تحلّق الطائرات فوقها؟
خرافات وأساطير حول هضبة التيبت
كثرت الأقاويل في العقود الأخيرة حول وجود قوى غامضة أو أشباح تمنع الطائرات من المرور في أجوائها، إلا أن هذه الروايات لا تمتّ للحقيقة بصلة، ولا يعتدّ بها العلماء بأي شكل من الأشكال.
التفسير العلمي لعدم التحليق
السبب الحقيقي يكمن في عوامل علمية بحتة تتعلق بالارتفاع الشاهق للهضبة، والذي يجعل الطيران في أجوائها أمراً محفوفاً بالمخاطر:
على ارتفاع يفوق 4 كيلومترات تقل نسبة الأكسجين، مما يزيد من اضطرابات الهواء وصعوبة التحكم بالطائرة.
بعض الطائرات التجارية لا يمكنها تجاوز ارتفاع 10,449 متر بشكل آمن بسبب اضطرابات طبقة التروبوسفير.
في حال حدوث أي خلل أو حاجة إلى هبوط اضطراري، فإن طبيعة الهضبة الوعرة والجبال المحيطة تجعل من الهبوط أمراً شبه مستحيل.
الخلاصة :
إذن، عدم مرور الطائرات فوق هضبة التيبت ليس لغزاً خارقاً للطبيعة كما يعتقد البعض، بل هو قرار علمي وعملي اتخذته شركات الطيران حفاظاً على سلامة الركاب والطواقم الجوية.
ويبقى هذا المكان الاستثنائي، بما يحمله من أسرار وجمال طبيعي وروحاني، أحد أبرز الألغاز التي تثير فضول البشرية وتغذي خيالها عبر التاريخ.
الكثير من المسافرين قد تعرضوا أحياناً أثناء سفرهم في الطائرة إلى عمليات هبوط اضطراري، سواءً كانت بسبب عطل فني في الطائرة أو سوء الأحوال الجوية أو غيرها.
لا تعتبر عملية الهبوط الاضطراري مخيفة على الإطلاق، لأنها مدروسة مسبقاً ضمن خطوات عمليّة، بالإضافة إلى تعاون كابتن الطائرة مع أنظمة الملاحة الجوية لتسهيل الهبوط الاضطراري.
ولكن ماذا لو كانت الطائرة فوق هضبة التيبـ.ـت في حال احتياجها إلى الهبوط الاضطراري؟ هل سوف يكون الأمر سهلاً؟
تقريباً، نستطيع القول أن عملية الهبوط الاضطراري على هضبة التيبـ.ـت مستبعدة تماماً، وغالباً سوف تفشل وتؤدي إلى موت الركاب في الطائرة وتحطمها بشكلٍ كامل.
وهذا يعود إلى الصعوبات الفنية الكبيرة التي سوف تتعرض لها الطائرة جرّاء الرياح القوية، بالإضافة إلى الأعطال التي قد تحدث في محركات الطائرة.
وبالطبع عند حدوث عطل في المحرك، لا يبقى خيار لدى طاقم القيادة سوى الهبوط الاضطراري في الحالة الطارئة هذه، ولن يستطيعون القيام بالهبوط وذلك يعود إلى التضاريس!
لا تستطيع الطائرة القيام بالهبوط في أي مكان يريده الطاقم، بسبب أن عملية الهبوط تحتاج إلى أرض مستوية مسطحة، وفي هضبة التيبـ.ـت لا توجد أبداً هذه المواصفات، وبالتالي العملية سوف تفشل.
ختاماً نتمنى أن نكون قد وفقنا في إيصال المعلومة على النحو المطلوب ..شاركنا الرأي وصوب أخطاءنا في التعليقات إن سنحت لك الفرصة