منوعات

رسالة تحذيرية للمستقبل ..اكتشاف تمثال “مواي” جديد في جزيرة القيامة

العثور على تمثال مواي جديد في جزيرة الفصح بسبب ظروف الجفاف القاسية.

قد تكون الطبيعة أحياناً سبباً في اكتشاف الآثار، كما حصل في جزيرة الفصح بسبب قسوة عوامل الجفاف.

حيث تم العثور على آثار تمثل تاريخ أسلاف شعب الرابا نوي، وهي تمثال جديد من تماثيل المواي.

وبسبب الظروف والعوامل المناخية القاسية، والحفريات المستمرة، يتوقع علماء الآثار اكتشاف المزيد من المواي.

حيث عَثَر متطوعون من ثلاث جامعات تشيلية على المواي الجديد، وهو واحد من أكثر من 900 تمثال حجري من المواي في جزيرة المحيط الهادئ غرب تشيلي.

وقد وُجِد هذا التّمثال الذي يبلغ ارتفاعه خمسة أقدام فقط، ممدّداً على جانبه ينظر نحو السماء، ويُقدَّر أنّه قد نُحِتَ من الرماد البركاني الذي يعود تاريخه إلى عام 1100 بعد الميلاد.

اكتشف هذا المواي أثناء عمل المتطوّعين في مشروع للمساعدة في استعادة المستنقعات في بركان رانو راروكو. وقد أوضحت مديرة مجتمع ماو هينوا للسكان الأصليين الذي يدير الحديقة في مكان البركان، بأنّ البحيرة التي عُثِرَ فيها على المواي الجديد قد بدأت في الجفاف في عام 2018.

كما أكّدت: “الشيء المثير للاهتمام أنّه على مدى 200 أو 300 عام على الأقل، كان عمق البحيرة ثلاثة أمتار، ممّا يعني أنه لم يكن بإمكان أي إنسان ترك مواي هناك في ذلك الوقت”.

تعتبر المواي رمزاً هاماً للجزيرة، لأنها تمثل تاريخ شعب “الرابا نوي” أسلاف سكّان الجزيرة الحقيقيين.

يبلغ ارتفاع أطول مواي 33 قدماً، وتزن في المتوسط ما بين ثلاثة إلى خمسة أطنان.

يؤكّد تيري هانت، أستاذ علم الآثار في جامعة أريزونا، أنّ المواي هي رؤية رائعة لماضي شعب رابا نوي وهي ظاهرة عالمية.

على الرغم من أهمية هذه التماثيل، فقد عانى الكثير منها من أضرار لا يمكن إصلاحها بسبب الظروف المناخية القاسية في جزيرة الفصح.

حيث تفحمّت العديد من المواي في حديقة رابا نوي الوطنية في أكتوبر وتعرضت لأضرار جسيمة بسبب حريق غابة دمر المنطقة.

ولحسن الحظ، صرّحت عالمة الآثار فان تيلبورغ بأنّه نظراً للظروف الجوية الحالية واحتمال إجراء عمليات تنقيب في المستقبل، فسيُعثَر على المزيد من تماثيل المواي الجديدة بشكل مؤكّد.

يعدّ اكتشاف المواي الجديد بمثابة تذكير بأهمية جهود الحفظ والحاجة إلى حماية تراثنا التاريخي.

إذ سمحت ظروف الجفاف القاسية بإلقاء نظرة على الماضي، ولكنها أيضاً بمثابة تحذير للمستقبل.

من المهم أن نتحرك الآن لحماية هذه الرموز المهمة لتاريخنا قبل فوات الأوان.

ولا ننسى عملها في إظهار الوجه الجميل للبلاد من خلال عكس صورة رائعة عن الماضي العريق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى