منوعات

لماذا يجب ترك الزر السفلي للبدلة مفتوحاً؟ ..إليك السر

لماذا يجب ترك الزر السفلي للبدلة مفتوحاً؟ ..إليك السر

صحيح بأن عالم وفن تصميم الأزياء وتناسقها هو عالم تسيطر فيه المجالات الأنثوية بشكل كبير، إلا أن الأزياء الرجالية لها نصيبها من هذا المجال والذي بدأ يتسع ويتطور بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية نظرا لتزايد الاهتمام بأصول وقواعد تناسق ألوان الألبسة الرجالية وتنوع الأقمشة الخاصة بها..

ولكن هناك أشياء في عالم الألبسة الرجالية باتت عرفا أو تقليدا متبعا دون أن نكون على دراية بالأسباب أو كيفية بداية هذا التقليد فعلى سبيل المثال هناك قاعدة في عالم الأزياء الرجالية متعلقة بربط أزرار البذلة الرسمية،فإن كنت ترتدي سترة بثلاثة أزرار فأحيانا فقط يمكنك ربط الزر العلوي والزر الأوسط يجب ربطه دائماً.

أما الزر السفلي فلا يجب ربطه أبداً، وبالنسبة لكل سترة ذات زرين فقط، يجب عليك دائما أن تربط الزر العلوي وأن تتجنب دائما ربط السفلي.

بغض النظر عن هذا، ومهما كان نوع البذلة والسترة التي ترتديها، فإن الزر الأدنى منها لا يجب عليك أن تربطه أبداً.

بالنسبة للصدرية الرجالية التي تُلبس تحت سترة البذلة الرسمية أحيانا، فهناك قاعدة مشابهة لتلك القاعدة الخاصة بالسترة وهي: أنه يجب عليك دائما أن تترك الزر السفلي منها غير مربوط هو الآخر.

إن الأمر بمثابة كتاب موضة مقدس بالنسبة للرجال (ذلك أن النساء بإمكانهن ربط الأزرار السفلية من سترات بذلاتهن الرسمية دون الإخلال بقواعد الموضة وتقاليدها).

وقد أصبح مصمموا الأزياء المتخصصون في تصميم البذلات يخيطونها والصدرية بالشكل الذي تبدو عليه أكثر تسطحا عندما تترك الأزرار السفلية منها غير مربوطة، لكن هذه القاعدة غريبة دون شك تحملنا على التساؤل عن سبب وجود ذلك الزر هناك في المقام الأول إذا كنا سنتركه دون ربطه ودون استخدامه..

فمن أن أين أتى هذا التقليد وما هي أصوله يا ترى؟

يعود بنا الجواب على هذا التساؤل إلى زمن الملك البريطاني (إدوارد السابع)، ذلك الملك الذي اشتهر ببدانته.

لطالما اعتبرت قصة الملك (إدوارد السابع) الذي حكم بريطانيا من سنة 1901 إلى 1910 على أنها أسطورة ولا أساس لها من الصحة، لكنها اتضحت لتكون حقيقية جدا.

وتماما مثلما قد تخبرك به مدونات الموضة ومجلاتها

هنالك قصة حامت حول الملك إدوارد السابع عندما كان لا يزال أمير الـ(ويلز) وعندما بدأت البذلات الرسمية تصبح رائجة جدا، تفيد بأنه صار بديناً جدا لدرجة لم تعد صدريته تتسع له فتوقف بعد ذلك عن ربط زرها السفلي من أجل جعلها تناسبه أكثر.

ومن باب الاحترام والتوقير لسموّه، توقف كل من في البلاط البريطاني.

وفي نهاية المطاف كل من في إنجلترا ومستعمرات بريطانيا، عن ربط الزر السفلي من صدرياتهم تباعاً.

صورة تبيّن الملك (إدوارد السابع) على اليمين إلى جانب الأمير (جورج) على اليسار في سنة 1901، يمكنك ملاحظة أن الزر السفلي في صدرية الملك (إدوارد) غير المربوط.

صورة تبيّن الملك (إدوارد السابع) على اليمين إلى جانب الأمير (جورج) على اليسار في سنة 1901، يمكنك ملاحظة أن الزر السفلي في صدرية الملك (إدوارد) غير المربوط.

أُطلق على هذه القصة اسم «النظرية الإدواردية» من طرف مدير قسم الموضة في مجلة GQ البريطانية وهو (روبيرت جونسون)، والتي قال عنها بأن الجميع لا يأخذها على محمل الجدية الذي تستحقه دائما، ذلك أنها تبدو أسخف من أن تكون حقيقية.

لكن مؤرخي الموضة البريطانية يعتبرونها واقعاً لا تشوبه شائبة، على الرغم من أنها تعرضت للتحوير الطفيف مع مرور الزمن.

في الواقع، فإن حقيقة الأمر هي أن الملك (إدوارد السابع) هو من أطلق موضة ترك الأزرار السفلية من صدريات الرجال وسترات البذلات الرسمية غير مربوطة، لكن لسببين مختلفين تماماً.

1. لا يُربط الزر السفلي في البذلة الرسمية لأن هذه الأخيرة عوّضت معاطف ركوب الخيل:

يخبرنا عن قصة «النظرية الإدواردية» السير (هاردي آميز)، وهو مصمم أزياء إنجليزي كان يشغل منصب مصمم ثياب وأزياء الملكة (إليزابيث الثانية) على مر أربعة عقود تقريباً، بين الزمن الذي اعتلت فيه العرش البريطاني في سنة 1952 إلى غاية تقاعده في سنة 1989.

تقع دار الأزياء خاصته في (سافيل رو)، وهي النقطة الأشهر في مدينة لندن بالبذلات المرموقة والأنيقة الخاصة بالرجال في إنجلترا كلها، لذا يمكننا أن نفترض بأن السير (آميز) يعلم بعض الأشياء حول ما يتعلق بالبذلات الرسمية وأزياء البلاط.

دوق (روكسبورغ) في قصر (باكينغهام) في سنة 1910، بعد موت الملك (إدوارد السابع)، يمكنك رؤية الزر السفلي لسترة بذلته غير مربوط.

دوق (روكسبورغ) في قصر (باكينغهام) في سنة 1910، بعد موت الملك (إدوارد السابع)، يمكنك رؤية الزر السفلي لسترة بذلته غير مربوط. صورة: W. G. Phillips/Phillips/Getty Images

في محاضرة أدلى بها في سنة 1992 لدى «الجميعة الملكية لتشجيع الفنون والصناعات والتجارة»، سرد السير (آميز) تاريخ قصة ”بذلة الرجال الإنجليزية“ من سنة 1670 إلى يومنا هذا، وقد كانت البذلة كما نعرفها اليوم قد أُدخلت أول مرة في سنة 1906، وكانت تعرف آنذاك باسم «بذلة الاستعمال اليومي» The Lounge Suit.

كانت هذه البذلة تتضمن ثلاثة أزرار، لكنها كانت مختلفة عما تبدو عليه البذلات اليوم، حيث كان المراد منها استعمالها خلال اليوم كله وفي شتى المجالات الاعتيادية، ولم يكن مرادا منها الأمور الرسمية أو الحفلات، وكانت ذات تصميم عريض حتى تبدو بشكل أفضل عندما يمسك مرتديها بزمام حصانه الذي يمتطيه، ومثلما أوضحه (آميز): ”كانت وضعية الزر الموجود على مستوى الخصر ذات أهمية كبيرة من أجل التحكم في طيّة البذلة“.

بدأت «بذلة الاستعمال اليومي» هذه تدريجيا تعوّض معاطف امتطاء الخيول التقليدية، وكانت الأزرار الثالثة والسفلية في المعاطف الخاصة بامتطاء الخيول تقع تحت مستوى الخصر، لذا كان يجب أن تترك غير مربوطة حتى تثنى السترة بشكل لائق بينما يمتطي مرتديها صهوة حصانه.

ومنه قرر (إدوارد السابع) عدم ربط الزر العلوي هو الآخر لأنه: ”بدا شائعاً“، وذلك على حد تعبير (آميز)، مما يترك سوى الزر الأوسط لغلق المعطف بشكل محكم.

يبدو أن (ليوناردو ديكابريو) يعلم جيدا ما يفعله!

يبدو أن (ليوناردو ديكابريو) يعلم جيدا ما يفعله!

عندما بدأت سترة «بذلة الاستعمال اليومي» تصبح أكثر شيوعاً وانتشاراً كجزء من الموضة الرائجة، أبقى الملك (إدوارد السابع) على الزر السفلي منها غير مربوط كتخليد لأسلوب معطف امتطاء الخيول الذي عوّضته.

2. تترك الأزرار السفلية من الصدرية الرجالية غير مربوطة لأن الملك (إدوارد السابع) كان بديناً:

كان للملك (إدوارد السابع) شهية أسطورية، وذلك وفقا لمعجم (أوكسفورد) الخاص بالتراجم والسير الذاتية الوطنية البريطانية، الذي ورد فيه: ”كان [الملك إدوارد] يتناول وجبة كاملة عند الفطور، والغداء، والشاي، والعشاء“، وأضاف المعجم في وصف عادات استهلاكه للطعام والشراب: ”كان يشرب الكحول باعتدال، لكنه كان يدخن عادة إثني عشر سيجاراً كبير الحجم وعشرين سيجارة في اليوم الواحد“.

السير (آميز هاردي)، مصمم أزياء الملكة (إليزابيث الثانية) خلال عيد ميلاده التسعين في سنة 1999، الذي ارتدى فيه بذلة بشكل مثالي.

السير (آميز هاردي)، مصمم أزياء الملكة (إليزابيث الثانية) خلال عيد ميلاده التسعين في سنة 1999، الذي ارتدى فيه بذلة بشكل مثالي. صورة: Dylan Martinez/Reuters

اشتهر كذلك الملك (إدوارد السابع) بانتباهه الكبير و ولعه بموضة الملابس الرجالية؛ في مناقشة تلت المحاضرة التي أدلى بها (آميز)، سأله أحد أعضاء الجمعية حول الصدريات الرجالية، ولماذا تترك الأزرار السفلية منها غير مربوطة مثل سترات البذلات الرسمية، فأجاب (آميز) بأن هذا التقليد يعود كذلك إلى الملك (إدوارد السابع) في قوله: ”كان الملك (إدوارد السابع) دائما يترك الزر السفلي من صدريته مفتوحا لأنه كان بديناً“، واستطرد قائلا: ”لقد وجد الأمر مريحاً أكثر وقام بتقليده الجميع بعد ذلك. أصبحت الآن الصدريات الرجالية تصمم بطريقة تناسب عدم ربط الأزرار السفلية فيها“.

و ورد في معجم (أوكسفورد) عن هذه الموضة أنها: ”انتشرت في بريطانيا والإمبراطورية كلها لكنها لم تنتشر في القارة [الأوروبية] أو الولايات المتحدة الأمريكية“، لكن في أيامنا هذه، أصبح عدم ربط الأزرار السفلية من سترات البذلات الرسمية أو الصدريات الرجالية التي تلبس تحتها هو الطريقة المعيارية المتبعة في جميع أنحاء العالم تقريباً.

أصبح لدى سترات البذلات اليوم زرّان اثنان فقط في أيامنا هذه:

إن سترات البذلات ذات الأزرار الثلاثة شائعة بدون شك، لكن خلال السنوات الأربعين الماضية، تحول مسار موضة السترات لتصبح ذات زرّين اثنين فقط، حيث لا يمكنك رؤية سوى زرين اثنين على سترات أكثر البذلات الرسمية رواجا وشهرة، مثل بذلة J. Crew Ludlow.

ففي هذه الحالة، على كل من يرتديها أن يترك الزر السفلي مفتوحاً لكن يجب عليه في نفس الوقت أن يربط الزر العلوي.

أما بالنسبة لـ(آميز) فإن المثالية كانت في ثمانينات القرن الماضي، عندما كانت السترات ذات الأزرار الثلاثة ماتزال رائجة وذائعة الصيت، يقول: ”كلما نظرت إلى البذلة ذات الأزرار الثلاثة —التي يكون زرها الأوسط مربوطاً بشكل مثالي، ويكون الزر العلوي منها مفتوحاً إلى جانب الزر السفلي منها غير المفتوح كذلك كتخليد لأسلوب معطف ركوب الخيل التقليدي— كلما وجدتها تسرّ ناظريّ“ وأضاف: ”إن تناسقها مثالي“.

فإن كنت عزيزي القارئ ممن يتبعون عالم الموضة والأزياء فعليك الالتزام بهذه القواعد والبروتوكولات وإلا فإنك ستكون مخالفا لقواعد الاتيكيت والبريستيج

المصدر: دخلك بتعرف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى