أمضى الكثير من العلماء على مر التاريخ سنين طوال في ابتكار اختراعات كان لها الأثر الكبير في تسهيل الحياة البشرية, ولولاهم لكانت الكثير الأمور لا تسير على النحو الذي نعاينه الآن.
فتخيل معي لو كانت الحياة بلا كهرباء أو سيارات أو طائرات, بالتأكيد لا يمكن تصور الصعاب التي كنا سنلاقيها لولا اختراعاتهم تلك..
ولكن للأسف فهناك الكثير من العلماء قدموا حياتهم رخيصة في سبيل إيصال اختراعاتهم لنا لننعم بها كما نعاينه الآن.
ولأجل هذا سنحاول تسليط الضوء على بعض المخترعين الذين تسببت اختراعاتهم في مقتـ.ـلهم
وليام بولوك
استطاع العالم الأمريكي وليام بولوك أن يخترع آلات تم استخدامها في مجال الزراعة قبل أن يبدأ في العمل على آلات الطباعة عام، ويعتبر بولوك أحد العلماء الذين تم قتلهم من قبل اختراعاتهم 1853.
من هو وليام بولوك؟ وما هي أبرز اختراعاته؟
وليام بولوك عالم أمريكي، ولد بولوك عام 1813 في مدينة غرينفيل بنيويورك، وتولى أخيه تنشأته, حيث أنه فقد والده في عمر صغير، عمل في بداية حياته أخيه، واكتسب خبرة عملية كبيرة في مجال الآلات والمكننة ويعود ذلك إلى الكتب التي كان يطالعها في أوقات فراغه.
وعندما أصبح عمره واحد وعشرين عاماً، قام المخترع الأميركي بافتتاح ورشة خاصة به في سافانا التي تقع في ولاية جورجيا، فقد استطاع اختراع عدة الآلات، أشهرها آلة لقطع الخشب الذي يستخدم في صنع أسطح المنازل.
أشهر اختراعات بولوك
وبعد أن عاد إلى نيويورك، صار يعمل على ابتكار أشياء أخرى فاستطاع أن يخترع آلات تم استخدامها في مجال الفلاحة قبل أن يبدأ في العمل على آلات الطباعة عام 1853.
وقد استطاع في غضون مدة قصيرة أن يدخل تعديلات على آلة الطباعة الدوارة، وأصبحت بحال أفضل مما كانت عليه بكثير إذ مدها بنظام عمل آلي عوضاً عن اليدوي.
وأصبح بإمكانها طباعة أكثر من 10 آلاف ورقة في الساعة، وبسبب هذا الإنجاز، أصبحت عملية الطباعة أسرع وأسهل مما سبق، لكن مع كل الأسف، كانت نهايته على يد آلة الطباعة التي سهل بها حياة البشر.
جائزة معهد فرانكلين
فى عام 1850إلى تباع بولوك مزاولة اختراعاته وتصميم أجهزة مثل، آلة لقطع الحديد، وآلات أخرى عديدة مما جعله يربح جائزة من معهد فرانكلين، بعد ذلك، انخرط “بولوك” فى العمل كمحرر لصحيفة فيلادلفيا.
انتقلت الصحيفة فى وقت لاحق إلى حى كاتسكيل بنيويورك، وهنا بدأ بولوك فى العمل على صناعة مطبعة خشبية يكون لديها وحدة تغذية ذاتية، وهى الفكرة التى وضعت الأساس للمطابع الحالية.
اختراع قـ.ـاتل أم حادث؟
في بداية شهر أبريل عام 1867، قصد وليام مكتب صحيفة فيلادلفيا بابليك ليدجر ليقوم بتثبيت وتعديل آلة طباعة قام باختراعها بنفسه واشترتها منه الصحيفة، لكنه تعرض خلال عمله لحادث أليم..
إذ جرب أن يثبت حزام القيادة على بكرة من خلال دفعه بقوة، وبغفلة قام بسحب الحزام بقوة من ساقه، مما سبب سحقها بقوة تحت واحدة من قطع آلة الطباعة الثقيلة.
تم نقل بولوك بسرعة إلى المستشفى وقد مكث فيه بضعة أيام حتى فارق الحياة يوم 12 أبريل عام 1867 أثناء إجراء عملية قطع لساقه إذ أن جروحها قد تعفنت وبانت عليها علامات الغرغرينا.
نال بولوك عدة براءات اختراع في حياته، وكان له دور قبل وفاته بفترة قصيرة في وضع آلة طباعة دوارة تستطيع طباعة 30 ألف ورقة في الساعة، وتحول فيما بعد إلى أحد المخترعين الذين ماتوا على يد اختراعاتهم.
ماري كوري
كانت ماري كوري كيميائية وفيزيائية. مساهماته لاكتشاف العديد من العناصر لا مثيل لها.
كما اكتسب شهرة لنظرية النشاط الإشعاعي وعزل النظائر المشعة. توفي في 4 يوليو 1934 من فقر الدم اللاتنسجي ، الذي يعتقد أنه يتقلص بالتعرض للإشعاع من العناصر المشعة.
توماس ميدلي جونيور
كان توماس ميدلي جونيور كيميائيًا. اخترع البنزين المحتوي على الرصاص ومركبات الكربون الكلورية فلورية.
في النهاية ، حصل على تسمـ.ـم بالرصـ.ـاص. لم يكن قادرًا على الحركة بعد ذلك ، لذا صنع نظامًا من البكرات والحبال لرفعه عن السرير. مات بعد أن خنقته إحدى بكراته.
مخترج الدراجة الهوائية سيلفستر روبر
إخترع (روبر) الدراجة البخارية (التي تحمل اسمه) ومات بسبب حادث خلال أحد تجاربه على تلك الدراجة، حيث كان أحد ألمع المخترعين الأمريكيين، وكان من الرائدين في بناء الدراجات والسيارات البدائية.
كما اخترع آلة خياطة ومحرك هواء ساخن، وكانت آخر اختراعاته الدراجة البخارية (فيلوسيبيد)، ففي الأول من حزيران عام 1896 ركب روبر واحدة من إحدى نماذج (فيلوسيبيد) وانطلق بها ليختبر سرعتها، ووصل لسرعة أقصاها 64 كم في الساعة، لكنه فجأة فقد السيطرة على دراجته وخرج عن المسار، مما أدى لوقوع حادث أودى بحياته، فعثر عليه ميتاً مع وجود جروح على رأسه.
مخترع الطائرات أوريل فلايكو
مطلع القرن العشرين كان الأخوان رايت (Wright Brothers) قد تمكنا من إنشاء طائرة ناجحة أثقل من الهواء، وعلى الرغم من أنها بالكاد كانت تستطيع الارتفاع بضعة أمتار والطيران لمسافة قصيرة جداً، فهذا الأمر ألهم الكثيرين حول العالم بمتابعة التفكير بالطيران والسعي لتحويله إلى حقيقة بدلاً من بقائه كحلم طوال التاريخ البشري، وواحد من هؤلاء كان (أوريل فلايكو) المخترع الروماني المولود عام 1882 وواحد من الرواد الأوائل للطيران.
عام 1909 تمكن (فلايكو) مع أخيه من اختراع طائرة دون محرك (تعتمد على حمل التيار الهوائي لها)، حيث تتمكن من الحفاظ على ارتفاع يتراوح بين 10 و15 متراً، وخلال العام نفسه قام باختراع طائرة صغيرة تعتمد على حبال مطاطية ملفوفة بشدة لتدير بعدها مروحة توفر الدفع للطائرة، هذه الطائرة الصغيرة ذات الفكرة الغريبة أثارت إعجاب العديدين وتمكنت من جذب العديد من الممولين لمخططات ومشاريع (فلايكو) الذي انتقل للتفكير بالمحركات كونها المستقبل.
مع الدعم الذي تلقاه؛ قام (فلايكو) بصنع طائرة جديدة تحمل اسمه: Vlaicu I عام 1910 ليصبح بذلك أول مهندس طيران روماني، والنتيجة الإيجابية جذبت المزيد من الداعمين والسمعة مما قاده لصنع الموديل الثاني: Vlaicu II والذي قام بالطيران به حول رومانيا للترويج للطيران والنقل الجوي مستقبلاً.
لاحقاً طلب من (فلايكو) الطيران من جبال Carpathian ضمن حدث خاص، لكن لأسباب غير معروفة لم تنجح محاولة الطيران وتحطمت الطائرة قاتلة (فلايكو)، الذي كان لا يزال عمره 31 عاماً فقط.
مخترع السيارات فريدريك دوسنبرغ
كان المخترع الأمريكي (دوسنبرغ) المولود عام 1876 من الرواد الأوائل للسيارات في الوقت الذي كانت لا تزال فيه فكرة السيارة لا تزال جديدة جداً، حيث كانت العربات التي تجرها الأحصنة هي وسيلة النقل الأساسية السائدة.
عام 1904 كان (دوسنبرغ) قد صمم برفقة أخيه سيارة Marvel كواحدة من أول النماذج الناجحة للسيارات التي تعمل على البينزين في ذلك الوقت، كما أن المحرك ثنائي الأسطوانات الذي صممه ساعد على جمع الكثير من الداعمين والمستثمرين.
النجاح الحقيقي لـ(دوسنبرغ) بدأ في الواقع بعد ذلك عندما انتقل لمجال سيارات السباق حيث أسس شركة تحمل اسمه وتصنع سيارات سباق فائقة الجودة ومتميزة عن نظيراتها، حتى أن سباق مدينة (إنديانابوليس) عام 1921 شهد كون 7 من السيارات التي وصلت إلى خط النهاية من صنع الشركة الخاصة.
تميز سيارات (دوسنبرغ) استمر في السنوات التالية، لكن حظه كان قد نفذ في عام 1932 وبينما كان يقود إحدى سياراته في جبال بنسلفانيا انحرفت السيارة عن الطريق وتحطمت آخذة معها صانعها.
هنري سمولينسكي والسيارة ”الطائرة“
اخترع (هنري) سيارة طائرة وتوفي أثناء تجرتها. كان (هنري) خريجاً من معهد هندسة الطيران، وكان مولعاً بالطيران فحاول تطوير آلية يمكنها أن تكون طائرة وسيارة في الوقت ذاته.
خلال الستينيات والسبعينيات كانت كل من السيارات والطائرات قد باتت أموراً موجودة ومنتشرة حول العالم وبالأخص في الولايات المتحدة، وهنا بدأ التفكير بالخطوة التالية التي لا تزال تخيلية حتى الآن: السيارة الطائرة.
داعبت الفكرة مخيلة الكثيرين مع محاولات تتراوح من مجرد مخططات على ورق إلى نماذج للتجربة وحتى تجارب ناجحة ولو أنها غير عملية، ومن هؤلاء المحاولين كان Henry Smolinski وشريكه Hal Blake الذان رغبا بأن يحولا السيارات الطائرة إلى حقيقة.
لم يكن المشروع كما الأفكار الأخرى التي تتضمن سيارة تطير وتتخلص من الزحام مثلاً أو تقاد إلى العمل والمتجر وغيرها، بل أن الفكرة كانت أبسط نسبياً حيث كانت ربط أجنحة بسيارة Ford Binto بحيث يقوم من يقودها بالطيران بها من مطار إلى آخر حيث تبقى الأجنحة في المطار ويقوم السائق بالتجول ضمن المدينة أو البلدة بالسيارة بسهولة، ربما لم تكن الفكرة عملية ومفيدة مثل سيارة تستطيع الطيران وتجاوز الزحام، لكنها كانت واقعية أكثر وقابلة للتطبيق بشكل أفضل.
بدت الفكرة ناجحة وقابلة للتطبيق في البداية مع التمكن من وضع آلية للطيران والتوجيه في الجو، لكن الأجنحة القابلة للفصل تمتلك مشكلة كبيرة جداً: ماذا لو انفصلت وحدها أثناء الرحلة؟..
الجواب لا داعي لتخمينه في الواقع، فهذا ما حصل فعلاً أثناء جولة طيران روتينية عام 1971 حيث انفصل الجناحان عن السيارات التي سقطت إلى الأرض وتحطمت لتقتل كلاً من (هنري) وصديقه (هال)، فتوقفت فكرة تطوير السيارات الطائرة لدى الكثيرين بعد هذه التجربة التي ساهمت في إبعاد الفكرة عن بال المخترعين.
مخترع الطلاء المشع بالراديوم سابين فونسوشوكي
كان (فونسوشوكي) أول من اخترع طلاء مضيئا باستخدام الراديوم المشع، لكن انتهى به الحال كـ(ماري كوري) بسبب تعرضه المستمر للإشعاعات.
كان لدى الدكتور (فونسوشوكي) شركة تنتج الطلاء المشع بالراديوم، لكن عماله بدؤوا يعانون من أعراض التلوث الخطير بالإشعاعات، مما أدى إلى غرق الشركة بالدعوات القضائية بسبب مرض الكثير من العمال وموتهم، لكن (فونسوشوكي) لم يسلم أيضاً من هذه الإشعاعات وانتهى به الأمر ميتاً بسبب التلـ.ـوث الإشعاعي.
مخترع مركبة السكك الحديدية عالية السرعة
قام باختراع مركبة السكك الحديدية عالية السرعة المسماة (إيرواغون)، وتوفي عندما خرجت (إيرواغون) عن مسارها أثناء رحلة تجريبية.
قام المهندس (أباكوفسكي) بصنع قطار سريع وذلك بدمج عربة قطار مع محرك ومروحة طائرة في محاولة منه لصنع أسرع مركبة للسكك الحديدية في العالم، لكنه مات في حادث أثناء تجربة آلته الجديدة. (المصدر)
مطلع القرن العشرين كان (أباكوفسكي) يعمل كسائق لدى Cheka (وهي منظمة تعد الشكل السابق للشرطة السرية السوفييتية التي نشأت لاحقاً)، وأثناء عمله يعتقد أنه قد تمكن من عرض أفكاره على بعض الشخصيات المرموقة بين القياديين السوفييت الذين قدموا الدعم له لتنفيذ فكرة غريبة جداً وهي ”عربة مروحية“ تنتج عن عربة قطار تسير على السكك الحديدية..
لكن بدلاً من المحرك الذي يدير العجلات ويعتمد الاحتكاك لتسيير العربة تستخدم مروحة دفع ذات سرعة عالية جداً لدفع العربة بسرعات أكبر من القطارات حينها.
لاقت الفكرة استحساناً كفاية من القادة السوفييت بحيث بدأ العمل عليها بشكل جدي وتم صنع نموذج للعربة المروحية بحلول عام 1921، وخلال الرحلة الأولية كان على متنها (أباكوفسكي) نفسه برفقة أربعة أصدقاء مقربين منه والتي كانت تتجه من موسكو إلى تولا (Tula) وهي مدينة صناعية صغيرة جنوب موسكو بحوالي 200 كيلومتر، حيث أن الذهاب جرى كما هو مخطط له دون أية مشاكل، لكن طريق الإياب كان مختلفاً حيث خرجت العربة عن المسار بسرعة عالية وتحطمت لتقـ.ـتل كل من هم على متنها.
مخترع السيارة البخارية فرانسيس ستانلي
خلال القرن التاسع عشر كانت قوة البخار هي الشكل الأساسي للطاقة والطريقة الأفضل لتشغيل النقل حينها والذي كان يعتمد على القطارات بالدرجة الأولى، لكن مع انتقال الأمر نهاية القرن إلى السيارات فقد انتقل كذلك (ستانلي) الذي ولد عام 1849 وعمل كمدرس ورسام عندما ابتكر طريقة لجعل الدهانات والألوان على شكل حبيبات أصغر بهدف رسم صور أكثر واقعية، حيث أن تقنيته تطورت لاحقاً لتتحول للدهان بالرذاذ والذي بات يستخدم اليوم في دهان السيارات.
في عام 1897 قام (ستانلي) بابتكار سيارة خاصة به تستخدم محركاً بخارياً بدلاً من محرك ديزل أو بنزين كما كان المخترعون الآخرون يخططون، ومع أن استخدام المحركات البخارية انقرض لاحقاً فسيارة (ستانلي) كانت قد حققت نجاحاً كبيراً وسمعة ممتازة كونها حطمت الأرقام القياسية للعربات بوصولها لسرعة 43 كيلومتر في الساعة ضمن معرض بوسطن للسيارات.
مع الوقت تغيرت الأمور وباتت سيارات (ستانلي) البخارية غير مناسبة مقابل نظيراتها التي تستخدم محركات احتراق داخلي، لكن (ستانلي) استمر باستخدام السيارات البخارية إلى أن تعرض لحادث بينما كان يركب سيارة بخارية من صنعه عام 1918 ومات قبل الوصول إلى المستشفى.
ختاماً.. هل لديك اية معلومات عن علماء لاقوا مصيراً مماثلاً ولم نتطرق لذكرهم في مقالتنا.. شاركنا الرأي